"الخوذ البيضاء": تصعيد قصف النظام سببه "غياب المحاسبة" وهدفه "نشر الرعب بين المدنيين"
نشرت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، تقريراً لحصيلة القصف المدفعي والصاروخي على مدينة سرمين وبلدات أخرى بريف إدلب، والتي تعرضت ليومين متتالين لتكثيف القصف واستهداف المدنيين الآمنين، مؤكدة أن غياب المحاسبة واستمرار الإفلات من العقاب على الجرائم، هو ما يسمح لنظام الأسد بالاستمرار بقصف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية والمدارس دون أي رادع
وقالت المؤسسة "لليوم الثاني على التوالي تكثّف قوات النظام من قصفها الصاروخي والمدفعي على مدينة سرمين وعدة قرى في ريف إدلب الشرقي ما أدى لمقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين في مدينة سرمين شرقي إدلب، ليبقى السوريون ضحية هجمات إرهابية لقوات النظام وروسيا وتجاهل المجتمع الدولي عن محاسبتهم على هذه الجرائم".
ولفتت المؤسسة إلى مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بينهم رضيعة وطفلتان وامرأتان وشاب، جراء قصف صاروخي لقوات النظام استهدف منازل المدنيين والمسجد الكبير وسور ملعب المدرسة الريفية في مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي، ليوم الأربعاء 4 تشرين الأول.
وبالتزامن مع القصف على مدينة سرمين استهدفت قوات النظام بقصف مماثل الأراضي الزراعية ومنزل سكني في منطقة وادي الزهور أطراف مدينة بنش شرقي إدلب، وعادت وجددت قصفها بعد أقل من ساعة على مدينة سرمين مستهدفة المنازل السكنية كما طال القصف أيضاً الأحياء السكنية والطريق الرئيسي في قرية النيرب في الريف نفسه.
وأصيبت امرأة ورجل بجروح طفيفة، جراء قصف صاروخي لقوات النظام استهدف منازل المدنيين ومحطة وقود ومكتب لتجارة السيارات وأطراف مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي، يوم الثلاثاء 3 تشرين الأول، حيث استهدفت إحدى القذائف محيط مدرسة "حسين حاج عبود" أثناء انصراف التلاميذ من المدرسة، وسقطت إحدى القذائف بالقرب من فرق الدفاع أثناء عملها بتفقد الأماكن التي طالها القصف.
كما قتل مدنيان (رجل مسنّ وامرأة) وأصيب اثنان آخران (طفل ورجل) بقصف صاروخي لقوات النظام استهدف مخيماً في منطقة الإسكان على أطراف مدينة سرمين في ريف إدلب الشرقي، مساء يوم السبت 23 أيلول، وأدى القصف أيضاً لحريق في المخيم ما أدى لنزوح السكان منه.
وتتسبب حملات القصف المستمر من قوات النظام والهجمات الجوية الروسية بفرض حالة من الخوف والذعر بين المدنيين وأدت خلال الشهر الفائت لحملات نزوح من بعض القرى والبلدات القريبة من مناطق سيطرة النظام خوفاً من القصف.
ومنذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم 1 تشرين الأول، استجابت فرقنا لـ 757 هجوماً على مناطق شمال غربي سوريا، من قبل قوات النظام وروسيا والهجمات من مناطق السيطرة المشتركة لقوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية، وتسببت هذه الهجمات بمقتل 63 مدنياً بينهم 11 طفلاً و 6 نساء، وإصابة 280 مدنياً بينهم 96 طفلاً و 41 امرأة.
وكان لمدينة سرمين نصيب كبير من الهجمات الممنهجة هذا العام، إذا استجابت فرقنا منذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم 1 تشرين الأول لـ 24 هجوماً على مدينة سرمين فقط، من قبل قوات النظام، بالقذائف المدفعية والصواريخ، وتسببت هذه الهجمات بمقتل 6 مدنيين بينهم 3 أطفال وامرأتان، وإصابة 20 مدنياً بينهم 8 أطفال و 7 نساء.
ووفق "الخوذ البيضاء"، تتعمد قوات النظام وروسيا من تركيز القصف على المناطق القريبة من نقاط سيطرتها في ريف إدلب الشرقي واستهداف المدارس والمرافق العامة بشكل متعمد لإيقاع أكبر عدد من الضحايا والطلاب واستهداف فرق الاستجابة الأولية لمنع وصولهم إلى مكان القصف وإنقاذ الضحايا.
وأشارت المؤسسة إلى أنها "سياسة ممنهجة لقوات النظام وروسيا تهدف لنشر الرعب بين المدنيين الآمنين ومنعهم من عيش حياتهم الطبيعية، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لهذه الهجمات الإرهابية القاتلة والوقوف بوجه مرتكبي هذه الجرائم الممنهجة بحق السوريين، ومحاسبتهم عليها".