الخوذ البيضاء: ضحايا بقصف لقوات النظام وروسيا على ريف حلب الغربي في الساعات الأولى من "رمضان"
شنّت قوات النظام وروسيا هجمات قاتلة على شمال غربي سوريا في الساعات الأولى من شهر رمضان ما أدى لمقتل شخصٍ وإصابة 4 مدنيين بينهم امرأتان، لتحول موائد رمضان إلى مسرحٍ لجرائمها المتواصلة بقصف المدنيين وترويعهم، وتأتي هذه الهجمات في وقت مازالت آثار كارثة الزلزال في ذروتها.
إذ أصيبت امرأة ورجل بقصف من قوات النظام وروسيا استهدف السوق الشعبي والأحياء السكنية في مدينة الأتارب في ريف حلب الغربي، مع ساعة الإفطار مساء أمس الخميس 23 آذار، أول أيام شهر رمضان.
وبعد نحو ساعة تجدد القصف المدفعي على مدينة الأتارب وطال الأحياء السكنية فيها وامتد ليشمل أطراف مدينة الدانا في ريف إدلب الشمالي مخلفاً أضراراً ماديةً فقط دون وقوع إصابات.
وعاودت قوات النظام وروسيا قصفها مع ساعات المساء لمدينة الأتارب وقرية الجينة المحاذية لها في ريف حلب الغربي حيث سقطت إحدى القذائف بالقرب من خيام للناجين من الزلزال في مركز إيواء بقرية الجينة، دون وقوع إصابات.
وواصلت قوات النظام وروسيا قصفها حتى ساعات ما قبل السَحَر من اليوم الثاني من رمضان، فجر اليوم الجمعة 24 آذار، حيث استهدفت بلدة الأبزمو في ريف حلب الغربي بقذائف المدفعية الثقيلة ما أدى لمقتل شخص وإصابة امرأة وشاب آخرين، إذ طال القصف سوق البلدة ومنازل المدنيين القريبة منه واندلاع حريق في أحد المحال التجارية في البلدة.
وقبل 5 أيام استهدفت قوات النظام وروسيا بلدة كفرتعال في ريف حلب الغربي بـ7 قذائف مدفعية استهدفت إحداها مسجد البلدة ما أدى لدمار المئذنة، وألحقت أضراراً بمنازل المدنيين.
وتتعرض القرى المحاذية لمناطق سيطرة النظام وروسيا في ريف حلب الغربي لهجمات مدفعية وصاروخية بين الحين والآخر لبث الذعر بين المدنيين وحرمانهم من الاستقرار، وخاصةً في القرى والبلدات التي فيها أبنية متصدعة جراء الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غربي سوريا في السادس من شباط.
وخلال شهري كانون الثاني وشباط الماضيين استجابت فرقنا لنحو 100 هجوم من قبل قوات النظام وروسيا على شمال غربي سوريا، أدت تلك الهجمات لمقتل 3 أشخاص بينهم امرأة وإصابة 24 آخرين بينهم 10 أطفال و4 نساء.
لم تمنع الفاجعة التي حلت بسوريا جراء الزلزال المدمر، نظام الأسد وروسيا من الاستمرار بهجماتهم العسكرية القاتلة، في وقت يعيش فيه المدنيون حالة مأساوية وتوتر دائم جراء الزلزال وآثاره التي خلفها والهزات الارتدادية المستمرة، واضطرار السكان للفرار من منازلهم نحو المناطق المفتوحة.
وتتعمد قوات النظام وروسيا استهداف المدنيين كل عامٍ في شهر رمضان المبارك لحرمان المدنيين من لحظات الفرح باجتماعهم على مائدة رمضان، وإيقاع أكبر عددٍ من الضحايا المدنيين باستهدافها الأسواق أثناء شراء المدنيين لحاجياتهم، وتأتي هذه الاستهدافات في وقت يعاني فيه مئات آلاف المدنيين من كارثة الزلزال المدمر التي لم تنتهِ آثاره بعد بسبب تصدع آلاف المباني وخشية المدنيين من السكن بداخلها واضطرار الكثيرين منهم للمبيت في خيام ومراكز إيواء لا تتوفر فيها مقومات الحياة في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعانيها المدنيون في فصل الشتاء وضعف في البنى التحتية التي دمرها الزلزال بعد أن أنهكتها الحرب على مدار 12 عاماً.