"الخوذ البيضاء": المأساة تتكرر كل شتاء على المهجرين في المخيمات دون أمل قريب بعودتهم لمنازلهم
"الخوذ البيضاء": المأساة تتكرر كل شتاء على المهجرين في المخيمات دون أمل قريب بعودتهم لمنازلهم
● أخبار سورية ٣ فبراير ٢٠٢٣

"الخوذ البيضاء": المأساة تتكرر كل شتاء على المهجرين في المخيمات

قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن المأساة تتكرر كل شتاء على المهجرين في المخيمات دون وجود أمل قريب بعودتهم إلى منازلهم التي هجرهم منها نظام الأسد وروسيا و يزداد فيه تردي أوضاعهم المعيشية وفقدانهم مقومات الحياة الأساسية ويتفشى مرض الكوليرا.

وشهدت مناطق شمال غربي سوريا عاصفة مطرية بدأت عصر يوم الاثنين 30 كانون الثاني وامتدت حتى فجر يوم الخميس 2 شباط أدت لأضرار في متفاوتة في نحو 240 خيمة في أكثر من 40 مخيماً في شمال غربي سوريا، وإغلاق عدد من الطرقات بسبب الثلوج وتسرب المياه إلى منازل المدنيين وعددٍ من المباني العام.

وتركزت العاصفة المطرية على مناطق ريف إدلب بشكل أكبر حيث استجابت فرق الدفاع لتضرر أكثر من 222 خيمة بشكل جزئي و17 خيمةً بشكل كلي في نحو 30 مخيماً للمهجرين، كانت النسبة الأكبر من أضرارها في مخيمات سرمدا وكللي وكفرعروق وكفريحمول ومنطقة أطمة بريف إدلب الشمالي.

وفي مخيمات ريف حلب الشمالي والشرقي كانت الأضرار بنسبة أقل ضرراً بواقع تضرر 12 خيمةً بشكل جزئي في نحو 11 مخيماً، إضافة لمحاصرة مياه الأمطار لعدد من المخيمات لكن دون وقوع أضرار في بنية المخيمات.

وامتدت آثار العاصفة المطرية لتصل إلى منازل المدنيين وبعض المنشآت العامة والأسواق التجارية في ريفي حلب وإدلب دون وقوع أضرار في بنيتها، وأدت لاستعصاء وانزلاق عدد من السيارات بسبب الأوحال والطين.

وشهدت الساعات الأخيرة من مساء الأربعاء هطولات ثلجية شهدتها المرتفعات الجبلية في ناحية راجو بريف عفرين شمالي حلب أدت لانقطاع عدد من الطرقات بسبب تكاثف الثلج عليها وغزارته، حيث أدت الهطولات الثلجية لانقطاع عدة طرق في ناحية راجو من بينها طريق الحيدرية – راجو وطريق راجو – الميداليات – بلليكو، وجميعها قرى تقع على المرتفعات الجبلية في ريف عفرين.

واستجابت فرق الدفاع للعاصفة المطرية و الهطول الثلجي على تلك المناطق عبر فتح قنوات لتصريف مياه الأمطار من محيط المخيمات وتنظيف عبارات التصريف الموجودة ورفع سواتر ترابية بمحيط المخيمات لمنع تسرب المياه إلى داخلها بالإضافة لضح المياه المتسربة إلى داخل المنازل والمباني العامة والمتجمعة في الطرقات وتحرير سيارات كانت مستعصية في الوحل ومنها منزلقة بسبب الطبقة الطينية على الطرقات كما عملت الفرق على فتح الطرقات التي أغلقتها الثلوج في ريف عفرين والتأكد من صلاحيتها للعبور وتحذير السائقين من مخاطر تشكل الطبقة الجليدية على الطرقات التي تم فتحها.

وكثّفت فرق الدفاع المدني السوري من أعمال الاستجابة المبكرة قبل دخول فصل الشتاء من خلال تجهيز أرضيات صلبة في المخيمات وفرشها بالحصى، وفتح طرقات وإقامة قنوات تصريف ورفع سواتر ترابية في محيط عدد من المخيمات لاسيما التي تقع في الأودية أو ضمن مجاري السيول لمنع المياه من الوصول للمخيمات، ولكن جميع هذه الأعمال تندرج في إطار الاستجابة الإسعافية وليست حلاً دائماً أو مضموناً يجنب المهجرين في المخيمات خطر السيول.

وأصدر الدفاع المدني السوري خلال هذا العام دراسة لاحتياجات المخيمات أجريت في 929 مخيماً ضمن 30 ناحية في 9 مناطق في محافظتي إدلب وحلب، منها 648 مخيماً في محافظة إدلب و281 مخيماً في محافظة حلب، وتضم العينة المدروسة 682 مخيماً نظامياً و247 مخيماً عشوائياً في شمال غرب سوريا، في إطار زمني امتد من شهر آب حتى شهر تشرين الثاني من عام 2022.

وخلصت الدراسة إلى أن 84 % من المخيمات المشمولة بالدراسة بحاجة لعوازل أرضية، و 76 % بحاجة تبحيص الأرضيات و71% منها بحاجة لإعادة تأهيل الطرقات و47% منها بحاجة لصرف صحي، و17% بحاجة لتوفر دورات المياه

تتفاقم مأساة التهجير وتتسع فجوة الاحتياجات الإنسانية في مخيمات شمال غربي سوريا مع اقتراب دخول الأزمة الإنسانية عامها الثاني عشر واستمرار قوات النظام وروسيا بتهديد مقومات الأمن الغذائي ومصادر عيش السوريين وملاحقتهم في ملاذهم الأخير بمخيمات التهجير، في وقت تهدد حياة قاطني المخيمات الأوبئة والأمراض وخاصة الكوليرا الذي لازال يتفشى بشكل متسارع.

وشددت على أن المجتمع الدولي مطالب بإيجاد حل جذري للماساة السورية وعدم الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه وإعادة المهجرين والنازحين، والبدء بحل سياسي وفق القرار 2254 يضمن العيش بسلام والعودة الآمنة لجميع المدنيين وينهي الآلام التي يعانيها السوريون في مخيمات القهر.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ