"الخارجية التونسية" تعلن عن زيارة مرتقبة لـ "المقداد" إلى تونس اليوم الاثنين
أعلنت "وزارة الخارجية التونسية"، عن زيارة مرتقبة لوزير خارجية نظام الأسد "فيصل المقداد"، إلى تونس، اليوم الاثنين، بعد زيارة أجراها إلى الجزائر بدأت السبت، في سياق مساعي التطبيع التي يسعى نظام الأسد لتحقيقها عربياً.
وقالت الوزارة، إن الزيارة تأتي "في إطار الحرص على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي بين البلدين"، وأضافت أنه "بدعوة من نبيل عمّار، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، يؤدي فيصل المقداد، وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية، زيارة عمل إلى تونس خلال الفترة من 17 إلى 19 أفريل 2023".
واعتبرت أن هذه الزيارة، تأتي "تكريسا لروابط الأخوة العريقة القائمة بين البلدين الشقيقين، وفي إطار الحرص على إعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي على إثر تعيين سفير تونس لدى الجمهورية العربية السورية وقرار السلطات السورية إعادة فتح السفارة السورية بتونس وتعيين سفير على رأسها لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين".
وكانت أعلن نظام الأسد في أبريل الجاري، إعادة فتح سفارته بتونس وتعيين سفير على رأسها، لافتة إلى أن الخطوة جاءت تجاوباً مع مبادرة الرئيس التونسي قيس سعيد بتعيين سفير لبلاده في دمشق.
وكانت قالت وسائل إعلام تونسية وأخرى موالية للنظام بسوريا، إن وزير خارجية تونس، نقل إلى دمشق، قرار بلاده بخصوص التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، بعد قرار القيادة التونسية بتعزيز تمثيل سفارة الجمهورية التونسية بدمشق، وتعيين سفير على رأسها.
وأوضحت المصادر أن وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، نقل لنظيره السوري فيصل المقداد هاتفياً، القرار، وجرى اتصال هاتفي بين المقداد وعمار، تبادل الوزيران خلاله التهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك، وكذلك الآراء حول العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.
وكان أمر الرئيس التونسي قيس سعيّد، بتعيين سفير لبلاده لدى نظام في دمشق، بعد انقطاع العلاقات لأكثر من 10 سنوات، بسبب الحل العسكري الذي انتهجه نظام الأسد في التعاطي مع الشعب الذي ثار مطالبا بحريته، علما أن النهج لا يزال ذاته لدى النظام القمعي.
وأكدت الرئاسة التونسية عبر بيان أصدرته أن القرار جاء عقب لقاء جمع سعيّد بوزير خارجيته "نبيل عمار"، حيث قرر الأول "الشروع في اجراءات تعيين سفير لتونس" لدى نظام الأسد.
وأكد الرئيس التونسي على "ضرورة التمسك بمبادئ السياسة الخارجية للدبلوماسية التونسية ومن أهمها عدم الانخراط في أي محور واستقلال القرار الوطني"، لافتا إلى أن "مواقف تونس في الخارج تنبع من إرادة شعبها في الداخل"، علما أن الشعب السوري لا يزال يعاني من الانتهاكات التي ينفذها نظام الأسد ضده.
ويذكر أن "سعيّد" قرر بعد حادثة الزلزال المدمر التي ضرب الشمال السوري الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي مع نظام الأسد، من منطلق أن "قضية النظام السوري شأن داخلي يهم السوريين بمفردهم، والسفير يعتمد لدى الدولة وليس لدى النظام".
وكان المجرم بشار الأسد أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون"، وشكره على الدعم الذي يحظى به من النظام الجزائري، علما أن خطوات الدول العربية في اتجاه التطبيع مع نظام الأسد لا تزال مستمرة حتى اليوم، وبوتيرة متصاعدة متسارعة.
وتأتي هذه الخطوات، في ظل موجة كبيرة من التطبيع العربي مع نظام الأسد المجرم، وكان آخر المطبعين النظام السعودي، حيث بات نظام الأسد المستفيد الأكبر من كارثة الزلزال التي ضربت الشمال السوري في السادس من الشهر الماضي، إذ تهافتت الدول على الاتصال به وتعزيته، بالإضافة لعملها على إرسال كميات كبيرة من المساعدات لمناطق سيطرته، في الوقت الذي بقي فيه الشمال المحرر دون أدنى مساعدة، كبصمة عار على جبين الدول العربية والعالم أجمع.