"العمل من أجل الإنسانية" تُحذر: سوريا تنزلق أكثر إلى أسفل أولويات السياسة الدولية
قالت منظمة "العمل من أجل الإنسانية"، في بيان لها، إن القصف الذي يستهدف مناطق شمال غرب سوريا، بمثابة "تذكير مؤسف" بأن هذا البلد لا يزال يحتاج إلى دعم طويل الأجل ومبدئي من المجتمع الدولي، وسط استمرار "الأعمال العدائية".
وأوضحت المنظمة، أن المساعدة الإنسانية، "خاصة المساعدة التي تدعم الاعتماد على الذات على المدى الطويل"، مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى، محذرة من أن سوريا تنزلق أكثر إلى أسفل أولويات السياسة الدولية.
وأكدت المنظمة أن "السوريين يريدون أن يعتمدوا على أنفسهم"،مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ "خطوات ملموسة" لدعم القانون الإنساني الدولي، وإدانة الهجمات على المدنيين والبنية التحتية الحيوية، مع التأييد والمشاركة بنشاط في مبادرات التعافي المبكر التي تعزز اعتماد المجتمعات على نفسها على المدى الطويل.
ودعا بيان المنمة، جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الدولي، الذي يحظر الهجمات المتعمدة على المدنيين، أو الهجمات التي لا تميز بين الأهداف العسكرية والمدنيين، في جميع الظروف.
وسبق أن قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن التصعيد العسكري على شمال غربي سوريا يثبت أن نظام الأسد وروسيا مستمران في حربهم على السوريين، وإن المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات الحقوقية مطالبون بالوقوف بحزم إلى جانب المدنيين وتحمّل مسؤولياتهم ووقف هجمات نظام الأسد على أكثر من 4 ملايين مدني، واتخاذ موقف فعلي رادع يضع حداً لتلك الهجمات، والعمل بشكل فوري لمحاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم.
وأكدت المؤسسة في تقرير لها، أن استمرار الإفلات من العقاب على الجرائم، هو ما يسمح لنظام الأسد بالاستمرار بقصف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية والمدارس دون أي رادع.
ولفتت إلى مواصلة قوات النظام وروسيا والقوات الموالية لهم تصعيدها للقصف والهجمات الإرهابية على شمال غربي سوريا في حملة غير مسبوقة منذ عام 2020، مستهدفةً أحياء سكنيةً ومرافق عامة، و مخلّفة ضحايا في صفوف المدنيين وموقعةً أضرار في منازل المدنيين والمرافق العامة والمدارس والمساجد، مع استمرار حركة نزوح المدنيين من عدة مناطق في ريف حلب وإدلب ويهدد هذا التصعيد حياة المدنيين ويمنعهم من الاستقرار ويزيد مأساة السكان بعد أكثر من 12 عاماً من حياة الحرب والتهجير، وبعد كارثة الزلزال المدمر.
واستجابت فرق الدفاع منذ بداية العام الحالي 2023 وحتى يوم 22 تشرين الأول لـ 995 هجوماً من قوات النظام وروسيا على شمال غربي سوريا من بينها 52 هجوماً جوياً بالطائرات الحربية الروسية، أدت مجموع الهجمات لمقتل 119 مدنياً بينهم 31 طفلاً و 16 امرأةً، وإصابة 531 مدنياً بينهم 169 طفلاً و84 امرأةً، وكان من بين هذه الهجمات 10 هجمات على المخيمات، تسببت بمقتل 4 مدنيين بينهم امرأة، وإصابة 31 مدنياً بينهم 10 أطفال و 7 نساء.