احتجاجات متصاعدة ضد "قسد" الأخيرة تواصل الاعتقالات التعسفية وسط تفاقم الفلتان الأمني
تجددت المظاهرات الشعبية ضد ميليشيات "قسد"، في أرياف ديرالزور، فيما قررت الأخيرة فرض حظر تجوال جزئي، وكررت شن الحملات الأمنية المتكررة التي تتضمن اعتقالات واسعة في وقت سقط قتلى وجرحى باشتباكات واستهدافات في المنطقة الشرقية.
وفي التفاصيل، شهدت بلدة الصور شمالي دير الزور احتجاجات تنديدا بالانقطاع المستمر للتيار الكهرباء عن نحو 20 قرية وبلدة في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية بحجة وجود مخالفات، وسط مطالب بإعادة التيار الكهربائي إلى الأحياء السكنية.
كما طالب المحتجون بتحسين مادة الخبز، وإزالة حواجز الجمارك التي تنشط في المنطقة بكثافة منذ أكثر من شهر علما أن ريف دير الزور عائم على مسطحات نفطية لكن سكانه يعانون من سوء خدمات وقطع الكهرباء والحملات الأمنية المتكررة.
وبرر مسؤول في مكتب الطاقة بدير الزور، قطع الكهرباء بأن مكتب الطاقة قطع التيار عن جميع الخطوط المخالفة التي يستخدمها سكان المنطقة، وحصر ما تبقى من الكهرباء في محطات المياه والمراكز التابعة لـ"الإدارة الذاتية" المدنية والعسكرية.
وقالت المطالب إن المطالب شملت تحسين الأوضاع المعيشية المتردية، وتخفيض أسعار المواد الغذائية الأساسية، وأشارت المصادر إلى أن المتظاهرين احتجوا على غياب الرقابة التموينية عن الأسواق، إضافة إلى فرض مديرية الجمارك التابعة لـ"قسد" إتاوات باهظة على البضائع التجارية.
وقال ناشطون في موقع "الخابور"، إن ميليشيات "قسد" فرضت حظر تجوال جزئي على عدداً من القرى الواقعة جنوب الحسكة وصولاً إلى ريف ديرالزور الشمالي، على خلفية 3 هجمات استهدفت حواجز عسكرية في قرية السعدة جنوب الحسكة والسجر وأبو النيتل شمال ديرالزور.
إلى ذلك اعتقلت قسد عددا من رُعاة الأغنام في بادية ديرالزور الشمالية بتهمة اختطاف عنصرين من قوات الكومندوس التابعة لها بين بلدتي الصور والعزبة قبل عدة أيام، كما قتلت مدني أثناء محاولته جلب حمولة من المازوت عند المعبر النهري ببلدة عياش.
واعتقلت "قسد" 8 أشخاص في حملة أمنية استهدفت بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي، وجاءت الاعتقالات بعد مشاركة الأشخاص في تظاهرة خرجت بتاريخ 25 آذار الجاري احتجاجًا على تردي الواقع المعيشي والخدمي.
واندلعت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة وقذائف الهاون بين قسد ومجموعات تابعة للنظام ووقعت الاشتباكات قرب بلدة عياش بريف دير الزور وعند ضفتي نهر الفرات الفاصل بين مناطق السيطرة.
وقتل شخصين أحدهما طفل يبلغ من العمر 14 عاماً برصاص "قسد" أثناء مداهمتها حي اللطوة في بلدة ذيبان شرق ديرالزور، ونفذت قسد تنفذ حملة مداهمات في حاوي بلدة الشحيل بريف ديرالزور الشرقي لأسباب مجهولة.
وجرح عناصر من ميليشيات "قسد"، بهجوم مسلح نفذه مجهولين في قرية الحصان غرب ديرالزور، فيما أسفرت اشتباكات بين قوات "مجلس هجين العسكري" وميليشيا "الدفاع الوطني" عن مقتل عدد من عناصر "الدفاع"، في بلدة الباغوز بريف دير الزور.
كما اعتقلت آخرين في قرية الربيضة بينهم عناصر سابقين من "مجلس ديرالزور العسكري"، واعتقلت قسـد 9 أشخاص أثناء حملة مداهمات في أحياء مدينة الشدادي جنوب الحسكة، وفي الرقة هاجم 3 عناصر من داعش، مركزاً لقوى الأمن الداخلي في القسم الغربي في مدينة الرقة ومركزاً لقسد بالأسلحة الرشاشة.
وقالت مصادر محلية إنّ الهجوم أسفر عن مقتل عنصرين من قسد وإصابة شاب كان قادم لينتسب لصفوفها، وإصابة أحد المهاجمين واعتقاله وفرار 2 آخرين وسط استنفار تشهده المنطقة لملاحقة الخلية.
وأضافت أنّ قسد أخلت المحكمة في الرقة من الموظفين والمحامين والقضاة وإبقت العناصر فقط وضرب تطويق أمني بعد هجوم عناصر داعش على مركز في الطرف الغربي من المدينة، مع إغلاق الطرق المؤدية لسجن التعمير بالمدرعات وأصوات رصاص من داخل السجن.
يُشار إلى أنّ الموقع الذي تعرض للهجوم هو ذاته تعرض لهجوم مماثل قبل سنتين على يد عناصر من داعش وهو القسم الغربي بجانب دوار باسل،
والمركز الثاني الذي تعرض للهجوم هو نقطة عسكرية لقسد ومكتب العلاقات وسجن للاستخبارات.
وتُعاني مناطق شمال شرقي سوريا من فوضى أمنية وفلتان أمني يهدد حياة المدنيين، وتعد الهجمات على مراكز قسد مؤشرًا على تصاعد التوتر في المنطقة، وتشير الاشتباكات بين قسد وقوات النظام والمجموعات التابعة له إلى استمرار الصراع على النفوذ في المنطقة، وتعكس الجرائم ازدياد معدلات الجريمة في ظل غياب الأمن والاستقرار.