
عبر "الصندوق الوطني".. النظام ينفي تلقي مساعدات مالية من الدول العربية لدعم متضرري الزلزال
عقد نظام الأسد مؤتمرا صحفيا حول عمل ما يسمى بـ"الصندوق الوطني لدعم المتضررين من الزلزال"، الذي جرى تشكيله بمرسوم من رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد" في 1 مايو/ أيار الفائت، وأثار نفي مسؤول الصندوق ورود أي تبرعات من الدول العربية جدلا واسعا.
وقال مدير الصندوق "فارس كلاس"، في تصريحات خلال المؤتمر الصحفي، "لم تصل مساعدات مالية للصندوق حتى الآن من دول عربية، لكن يبدو أن الأمر يحتاج لبعض الوقت ونحن قمنا بنشر حسابات الصندوق ونشكر المتبرعين الذين قدموا دعما للصندوق"، وفق تعبيره.
فيما قال متابعون من الطبيعي عدم وصول الأموال إلى الصندوق فهي في طريقها إلى جيوب نظام الأسد، وزعم أن من أساسيات الصندوق هو التشاركية للوصول إلى آلية أفضل لتقديم الدعم للمتضررين من الزلزال، وادعى أن كل ما يقدمه الصندوق من مبالغ للمتضررين من الزلزال غير مستردة.
وعلى هامش المؤتمر ذاته قال وزير الإدارة المحلية "حسين مخلوف"، إن أولوية الصندوق دعم أصحاب المنازل المهدمة بالزلزال، وزعم وزير الأشغال "سهيل عبد اللطيف"، بتحسين الواقع العمراني للمناطق غير المنظمة وفق "خطة وطنية" لمواجهة الزلزال.
وقدر وزير الإدارة المحلية التكلفة الأولية للمتضررين من الزلزال للفئتين ألف وباء هي 156 مليار ليرة، وأضاف أن بالنسبة للمنازل المرخصة سيتم منح مبلغ وقدره 160 مليون ليرة تعطى على دفعتين الأولى عند تقديم الرخصة والثانية عند تصديق عقد المقاولة.
وكان أصدر رأس النظام الإرهابي "بشار الأسد"، بتاريخ 1 مايو/ آيار مرسوماً يقضي، بإحداث الصندوق الوطني لدعم المتضررين من الزلزال وزعم أن مهمته تقديم الدعم المالي لهم، ويأتي ذلك في سياق متابعة نهب وسرقة الدعم من قبل نظام الأسد.
وادّعى إعلام النظام الرسمي بأنّ غاية المرسوم مساعدة المتضررين على تجاوز الضرر الجسدي أو المادي أو المعنوي اللاحق بهم وفقاً لمعايير معتمدة، ويزعم بأن الصندوق يشكل إجراءً متطوراً لدعم المتضررين من الكارثة عبر إدارة وتنظيم الموارد والتبرعات المالية.
وفي آذار الماضي، علّق "الهلال الأحمر السوري"، التابع لنظام الأسد توزيع المساعدات لمتضرري الزلزال في محافظة حماة وسط سوريا، وبرر ذلك بسبب سرقة المساعدات والفوضى خلال عملية توزيع المعونات للمتضررين من الزلزال.
هذا وقال "فضل عبد الغني"، المدير التنفيذي الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن تقديم المساعدات عبر النظام السوري والمنظمات التي أنشأتها الأجهزة الأمنية قد ينقل الدول والمنظمات الداعمة من إطار العمل الإنساني إلى دعم وتمويل الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية، التي مارسها النظام السوري ضد شعبه، وقدر أن النظام السوري ينهب 90% من المساعدات.
ونشرت قناة DW الألمانية قبل أيام فلما وثائقيا تحت عنوان: "تبعات زلزال سوريا وتركيا"، تضمن انتقادات الخبير في الشأن السوري "كارستن فيلاند"، لحتمية مرور أغلب المساعدات الإنسانية عبر نظام بشار الأسد الذي لا يهتم بمساعدة السكان ويقتلهم منذ سنوات، وقال: "لسخرية القدر يأتي هذا الزلزال لمصلحة الأسد، فهو (أي الزلزال) يقتل هؤلاء الناس دون الحاجة إلى قصفهم".
وكانت تصاعدت الانتقادات بشأن تبخر واختفاء معظم المساعدات المخصصة للمتضررين من الزلزال، بعد أن وصلت كميات كبيرة من المساعدات والتبرعات إلى جهات تتبع لنظام الأسد، ويقدر الأخير وصول عشرات الطائرات والشاحنات والسفن المحملة بمواد الإغاثة.