6 إصابات جديدة بـ "الكوليرا" شمال سوريا وصحة النظام تتسلم مليوني جرعة لقاح ضد الوباء
سجّلت مختلف المناطق السورية ارتفاعاً في حصائل وباء "الكوليرا"، حيث تصاعدت عدد الوفيات والإصابات، فيما أعلنت وزارة الصحة في حكومة نظام الأسد عن تسلمها (2 مليون) جرعة لقاح فموي ضد المرض ويعرف عن النظام استغلاله لمثل هذا الدعم فيما ترزح المناطق المحررة تحت وطأة تفشي الوباء دون جهود دولية حقيقية لتقديم الرعاية الصحية.
وحسب "برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة"، سجلت المناطق المحررة شمال غربي سوريا، 6 إصابات جديدة ما يرفع حصيلة الوباء إلى 418 إصابة، فيما توقفت الوفيات عند 12 حالة، أما العدد الإجمالي للحالات المشتبه بإصابتها بلغ 17 ألف و 414 حالة.
في حين سجّلت مناطق عملية "نبع السلام" التي تضم مدينتي رأس العين وتل أبيض، 20 حالة اشتباه بالإصابة بالوباء، ما يرفع العدد الإجمالي للحالات المشتبه بإصابتها إلى 1155 حالة، فيما بلغت الإصابات الكلية 39 حالة وحالتي وفاة.
ودعا فريق "منسقو استجابة سوريا"، الفعاليات الإنسانية المحلية والدولية على اتخاذ كل التدابير والتزام مسؤوليتها كافة لحماية المخيمات وسكانها، مع استمرار تسجيل إصابات جديدة بمرض الكوليرا بشكل شبه يومي في المنطقة وخاصةً في مناطق المخيمات التي تأوي النازحين.
وقال الفريق إن نسبة المصابين أصبحت داخل المخيمات تعادل أكثر من 25% من إجمالي الإصابات المسجلة في المنطقة، وأكدت أنه يكفي هذه البيئة الفقيرة التي ترزح تحت أعباء معيشية وصحية قاسية ما تعانيه، مما يجب أن يدفع إلى تكاثف كل الجهود للوصول إلى بيئة سليمة وخالية من الأمراض.
وشدد الفريق على أهمية تضافر هذه الجهود مع المطالبة بتحرك المجتمع الدولي والأممي، سيما المنظمات الصحية المعنية، للقيام بدورها المطلوب، وتوفير الإمكانات اللازمة لمنع تفشي الأمراض في المنطقة بشكل عام والمخيمات بشكل خاص.
وحسب السلطات الصحية سجلت مناطق شمال وشرق سوريا، 149 حالة مشتبه بإصابتها، دون تسجيل حالات جديدة مثبتة بمرض الكوليرا، وبذلك بقيت حصيلة الوباء عند 162 حالة مثبتة و30 حالة وفاة، أما العدد الإجمالي للحالات المشتبه بإصابتها بلغ 25 ألف و536 حالة.
وأعلنت صحة نظام الأسد اليوم الأربعاء 30 تشرين الثاني/ نوفمبر، عن تسلمها مليونيّ جرعة لقاح فموي ضد مرض الكوليرا، بدعم من منظمتي الصحة العالمية والأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" والمبادرة العالمية للقاحات "غافي"، تمهيداً لتنفيذ حملة لقاح فموي ضد المرض.
وزعمت أن ذلك جاء "دعماً للجهود الحكومية المبذولة لتطويق انتشاره"، وصرح وزير الصحة في حكومة نظام الأسد "حسن الغباش"، بأنه رغم نقص مخزون لقاحات الكوليرا بسبب تزايد تفشي المرض عالمياً، إلا أن الوزارة استطاعت تأمّين اللقاح بجهود حكومية استثنائية في سبيل تعزيز الاستجابة الصحية.
وادّعى بأن المجموعات السكانية المستهدفة في الحملة ستكون من عمر سنة وما فوق في (ريف حلب، دير الزور، الحسكة، الرقة) كمرحلة أولى، كونها الأكثر تأثراً بالمرض في الوقت الحالي، وذكر أن الحالة الوبائية تحت السيطرة وبطور الانخفاض.
واعتبر أن الأساس يبقى هو الوقاية من المرض هو استخدام الماء وتناول الغذاء من مصدر مأمون إضافة للالتزام بسلوكيات الصحة العامة لا سيما غسل اليدين، هذا وتقدر صحة النظام العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المثبتة بالكوليرا بلغ 1556 إصابة وعدد الوفيات 49 وفق تقديراتها.
ولا تشير صحة النظام إلى إجمالي عدد الحالات المشتبه بإصابتها في مناطق سيطرة النظام، فيما ذكرت أن إجمالي الوفيات يصل إلى 40 حالة، موزعة على حلب والحسكة ودير الزور ودمشق، وذكرت أن معظم الوفيات ناتجة عن التأخر في طلب المشورة الطبية المبكرة أو لأشخاص يعانون من أمراض مزمنة.
هذا وصرح وزير الصحة لدى نظام الأسد "حسن الغباش"، بأن الكوليرا في سوريا لن تصبح جائحة، وإن الوزارة مسيطرة على الوضع إلى الآن، ورداً على سؤال موقع موالي، في حال فقدان السيطرة، فهل الوزارة قادرة على إعادة التحكم بالوباء؟ قال: "قادرة ونص" على ضبط زمام الأمور، وفق تعبيره.
وتجدر الإشارة إلى أن تداول الحصائل الرسمية يأتي وسط تقديرات بأن الأرقام أعلى من ذلك بكثير وتسجل مناطق شمال وشرق سوريا عدد كبير للحالات المشتبه بإصابتها بالإصابة بالوباء، دون أن تطرق بيانات واحصائيات وزارة الصحة التابعة للنظام أي معلومات حول عدد الحالات المشتبه بإصابتها في مناطق سيطرة النظام والمؤكد أنها بالآلاف.