نجاح واسع لحملة "فداءً لحماة".. مدينة تختصر ذاكرة السوريين وتعيد بناء حاضرها
نجاح واسع لحملة "فداءً لحماة".. مدينة تختصر ذاكرة السوريين وتعيد بناء حاضرها
● أخبار سورية ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٥

نجاح واسع لحملة "فداءً لحماة".. مدينة تختصر ذاكرة السوريين وتعيد بناء حاضرها

حققت حملة "فداءً لحماة" التي أُطلقت مساء السبت في الملعب العشبي بمدينة حماة، نجاحاً استثنائياً منذ ساعاتها الأولى، بعدما سجّلت تفاعلاً واسعاً من مختلف المحافظات السورية ومن الجاليات المنتشرة حول العالم، لترتفع قيمة التبرعات بسرعة قياسية متجاوزة 208 ملايين دولار وفق تقديرات أولية أعلنتها الجهات المنظمة.

تفاعل غير مسبوق.. من الداخل والمهجر
شهدت ساحات التواصل الاجتماعي زخماً لافتاً لدعم الحملة، حيث شارك فنانون وناشطون وفعاليات مدنية واقتصادية ومغتربون في الترويج لها، مؤكدين أن حماة "تستحق الوقوف إلى جانبها" بعد عقود طويلة من الألم والمعاناة، وما تعرضت له من دمار واسع خلال سنوات الحرب.

كما افتتحت الحملة مزادها الرمزي بـ "كنزة الطفل علي مصطفى المحمد" من بلدة كفرنبودة، صاحب العبارة الشهيرة “أشو عملنالو”، والتي شكّلت أحد أبرز رموز الطفولة السورية خلال الحرب، وبلغت قيمة المزاد 50 ألف دولار في حدث يعكس طبيعة الحملة وروحها الإنسانية.

رسائل الوحدة ودعم مسار البناء
شارك السيد الرئيس أحمد الشرع في فعالية الافتتاح، مؤكداً أن جرح حماة كان جرح كل السوريين لسنوات طويلة، وأن تحريرها مثّل نقطة تحوّل كبيرة في مسار المعركة. وأضاف أن بناء المدينة اليوم يحتاج الروح ذاتها التي اجتمع فيها السوريون خلال مرحلة التحرير.

وشدد الشرع على أن حملة "فداءً لحماة" ليست مجرد مبادرة لجمع التبرعات، بل هي استعادة اعتبارٍ لمدينة دفعت كلفة باهظة في مواجهة النظام البائد.

مكانة حماة في الذاكرة الوطنية
تكتسب حماة رمزية خاصة في وجدان السوريين باعتبارها إحدى الساحات التي دفعت أغلى الأثمان خلال أربعة عقود من القمع، ثم خلال سنوات الحرب، المدينة التي عُرفت بثقافتها وتراثها وتاريخها النضالي، ظلت رمزاً للصمود رغم الدمار الواسع الذي طال بيوتها وأحيائها ومؤسساتها.

ولذلك لاقت الحملة تعاطفاً كبيراً؛ فحماة ليست مجرد مدينة متضررة، بل رمز لمرحلة كاملة من الألم السوري، وأيقونة لصمود الناس في وجه العنف والتهميش.

خطط تنفيذية وإعادة إعمار تدريجية
وبحسب المنظمين، يجري العمل حالياً على وضع خطة تنفيذية واضحة لتوزيع التبرعات، تتضمن ثلاثة مسارات، مشاريع إسعافية عاجلة: إصلاح شبكات المياه والكهرباء، ترميم المدارس الأكثر تضرراً، دعم المشافي، ومشاريع متوسطة الأمد: إعادة تأهيل الطرق الرئيسية ومرافق الخدمات الأساسية، ومشاريع طويلة الأمد: دعم البنى الإنتاجية، وتأمين عودة الأهالي إلى القرى والبلدات المدمرة.

مشاركة واسعة من رجال الأعمال والمغتربين
سجّلت الحملة حضوراً لافتاً لرجال الأعمال السوريين في الخارج، خصوصاً من الخليج وأوروبا، إضافة إلى مبادرات فردية ومجتمعية داخل البلاد، مما عزّز القدرة على دفع الحملة نحو مسار عملي قادر على إحداث فارق ملموس في المحافظة.

وبرهنت حملة “فداءً لحماة” أن المدينة ما تزال حية في ضمير السوريين، وأن جراح العقود الماضية لم تُنسِهم قيم الوفاء والانتماء. فحماة، المدينة التي دفعت الكثير ثمناً لحريتها، تستعيد اليوم مكانتها عبر تكاتف أبنائها والسوريين جميعاً، في خطوة تعبّر عن بداية مرحلة جديدة عنوانها البناء، والذاكرة، والوفاء.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ