
موسم الزيتون بعد التحرير: صمود الأهالي وعودة الأرض لأصحابها
لم يكن موسم الزيتون هذا العام موسماً عادياً، فقد حمل فرحة وبهجة استثنائية، كونه الأول بعد سقوط النظام البائد، خلال سنوات الثورة السورية، اضطر آلاف السوريين إلى الابتعاد عن أراضيهم بعد مغادرة قراهم ومدنهم التي وقعت تحت سيطرة قوات الأسد.
سنوات طويلة من الحرمان
وحرمت العائلات السورية من محاصيلها ومواسمها التي اعتادت جنيها، فصار حلم العودة إلى الأراضي والديار مرافقًا لهم طوال فترة الغربة، وقد تحقق هذا الحلم بعد التحرير، لتعود الأسر وتعيش فرحة جني المحصول مجددًا بعد سنوات من الغياب، في أجواء تملؤها السعادة والبهجة.
فرحة سيدة بجني محصولها
في هذا السياق، تبرز قصة سيدة انتشر لها فيديو على مواقع التواصل، وهي تقطف ثمار الزيتون من أرضها في قرية كفرزيتا بعد عودتها إليها مؤخراً. وبدا الفرح واضحاً على ملامحها، وهي تقول بفخر إنها تقطف محصول أرضها رغم عن بشار الأسد وأعوانه وكل من يشد على يده.
قطاف الزيتون: رمز عودة الحق إلى أصحابه
قطاف الزيتون هذا العام ليس مجرد جني محصول فحسب، بل يحمل في طياته معانٍ ورموزاً إنسانية عميقة. تتمثل بعودة الحق إلى أصحابه وانتصار الحق على الباطل، حيث عاد الأهالي إلى أراضيهم بعد سنوات من الحرمان، منتصرين على بشار الأسد والظلم والطغيان.
كما يمثل رمز الصمود والمثابرة، فالأهالي بالرغم من كل المصاعب التي واجهوها لم يستسلموا، واستمروا في الاهتمام بأراضيهم وجني محاصيلها. ويشير أيضاً إلى رمز الانتماء والهوية، فالزيتون مرتبط بالتراث والجذور، وقطافه يعبر عن التمسك بالأرض والهوية رغم كل الظروف القاسية.
قوات الأسد قطعت آلاف الأشجار
في المقابل، هناك عائلات لم تذق فرحة القطاف والبهجة رغم عودتها إلى قراها، وذلك بسبب تعرض أشجارهم للقطع من قبل قوات الأسد البائد، حيث كانوا يبيعون حطبها، ويعملون على القضاء على كل مظاهر الحياة في تلك المناطق التي احتلوها، انتقامًا من أصحابها الذين عارضوا نظام بشار الأسد.
الصمود وإعادة البناء: إرادة الأهالي تتحدى الظلم
إلا أن هذه الممارسات القاسية لم تنل من عزيمة الأهالي، الذين يصرون على إعادة الأرض وزراعتها من جديد، مؤكدين أن الحياة والحق لا يمكن قمعهما مهما طال الظلم.
ويواصل الأهالي إصلاح أراضيهم والاعتناء بها وزراعة الأشجار بمختلف أنواعها، ليؤكدوا تعلقهم العميق بالأرض وروح الصمود التي يتحلون بها، وإرادتهم القوية لاستعادة حياتهم الطبيعية رغم كل التحديات القاسية التي واجهوها.