تشهد أجزاء متفرقة من سوريا، اليوم السبت 27 كانون الأول، هطولات مطرية متفاوتة الغزارة، بالتزامن مع تأثير منخفض جوي قطبي مرفق بكتلة هوائية رطبة وشديدة البرودة، أدى إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة لتصبح أدنى من معدلاتها السنوية في مختلف المناطق.

في حين دعت دائرة الإنذار المبكر والتأهب في وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، السائقين إلى توخي أقصى درجات الحذر على الطرقات، مؤكدة أهمية التأكد من الجاهزية الفنية للمركبات، ولا سيما عمل المكابح وماسحات الزجاج، وتخفيف السرعة في المناطق التي تشهد هطولات مطرية، خاصة عند المنعطفات والمنحدرات ومفارق الطرق، تجنباً للانزلاقات وحوادث السير.

كما شددت على ضرورة تجنب الوقوف أو الانعطاف المفاجئ، والالتزام بوضع حزام الأمان، مع الانتباه للمشاة والتقيد بالأماكن المخصصة لعبورهم، حفاظاً على السلامة العامة.

ووفق الراصد الجوي "حسان جردي"، تتأثر البلاد بامتداد منخفض جوي في مختلف طبقات الجو، مرفق بكتلة هوائية قطبية شديدة البرودة والرطوبة، مصدرها الرياح القطبية القادمة من شرق أوروبا وجنوب روسيا، والتي امتدت نحو البحر الأسود، ثم تركيا وبلاد الشام ومصر والعراق.

وأوضح أن تمركز مرتفع جوي قوي فوق غرب أوروبا أسهم في دفع هذه الكتل الباردة نحو المنطقة، حيث استقرت فوق جنوب تركيا والساحل السوري.

وبيّن أن هناك احتمالاً لتساقط الثلوج على المرتفعات الجبلية التي يزيد ارتفاعها على 1500 متر، ولا سيما في مرتفعات القلمون والحرمون بريف دمشق، إضافة إلى مرتفعات الساحل السوري، وذلك خلال ساعات منتصف الليل.

كما توقع نشاطاً ملحوظاً في سرعة الرياح الجنوبية الغربية، خاصة في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية، اعتباراً من اليوم وحتى يوم الإثنين، مع وصول سرعة الهبات إلى نحو 85 كيلومتراً في الساعة، وارتفاع أمواج البحر إلى قرابة ثلاثة أمتار، ما قد يؤثر على حركة الملاحة البحرية.

وأشار إلى أن المنخفض يمتد لعدة أيام وعلى مرحلتين، تبلغ ذروته الأولى اليوم، فيما تُسجّل الذروة الثانية يوم الإثنين المقبل، على أن يستمر تأثيره حتى نهاية الأسبوع، مع تراجع نسبي للهطولات المطرية يومي الأحد والثلاثاء.

كما لفت إلى ازدياد تدفق الهواء القطبي البارد منتصف الأسبوع الحالي، متوقعاً أن تنخفض درجات الحرارة ليلاً إلى نحو ناقص 6 درجات مئوية في منطقة سرغايا بريف دمشق.

هذا وعلى صعيد كميات الأمطار، أكد الراصد الجوي أن معدلات الهطول هذا الموسم تشهد تحسناً مقارنة بالعام الماضي، مع تسجيل كميات جيدة تسهم في تعزيز المخزون المائي الجوفي والتخفيف من آثار الموسم الجاف السابق، في مؤشر إيجابي على الوضع المائي العام في البلاد.