معتقلو الثورة السورية ومطالب متظاهري الساحل: مقارنات تكشف واقعين مختلفين
معتقلو الثورة السورية ومطالب متظاهري الساحل: مقارنات تكشف واقعين مختلفين
● أخبار سورية ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٥

معتقلو الثورة السورية ومطالب متظاهري الساحل: مقارنات تكشف واقعين مختلفين

أجرى متابعون على منصات التواصل الاجتماعي مقارنات بين المعتقلين الذين يطالب المتظاهرون بإطلاق سراحهم خلال مظاهرات يوم الثلاثاء الماضي، 25 تشرين الثاني/نوفمبر، في بعض مناطق الساحل السوري، وبين المعتقلين الذين لطالما طالب بهم أبناء الثورة السورية طوال سنواتها الأربعة عشرة.

خلال تلك الفترة، اعتقل نظام الأسد آلاف السوريين من مختلف الفئات العمرية وكافة المناطق، نتيجة انتفاضة الشعب السوري ضده. ولم تفرّق الاعتقالات بين طفل أو امرأة أو مريض أو عجوز أو شاب، أو حتى ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال الرضع، فجميعهم كانوا أهدافاً للنظام.

وتشير التقارير وشهادات الناجين والتحقيقات الصحفية إلى أن معتقلي الثورة السورية عاشوا أقسى الظروف خلال عهد الأسد، حيث تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي، والضرب، والإذلال، والجوع، وغيرها من أشكال الاحتجاز القاسية.

كما تعرّض هؤلاء المعتقلون لأبشع الانتهاكات الوحشية لمجرد مشاركتهم في الثورة السورية المطالبة بالحرية والعدالة والكرامة. وتم سجنهم وإعدام العديد منهم بتهم ملفقة لا علاقة لها بالواقع، مثل اتهامات بالخيانة أو الإرهاب، وغيرها من التهم المعلبة التي اعتاد النظام البائد استخدامها للتخلص من خصومه.

أما المعتقلون الذين يطالب متظاهرو الساحل بإطلاق سراحهم، فيغلب على معظمهم التورط في جرائم حرب، ويشهد على ذلك مقاطع الفيديو التي صوّروها بأنفسهم أثناء تنفيذ الانتهاكات. وتشمل هذه الأفعال حفر القبور ونبشها، القتل والتصفية، تدمير المنازل، والسرقة، وغيرها من الانتهاكات.

ونشر أحد المتابعين صورة مركّبة تُظهر الطبيبة رانيا العباسي وزوجها وأطفالها الذين تعرّضوا للاعتقال قبل سنوات وما يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن، إلى جانب مجموعة من معتقلي النظام البائد من العسكريين. 

وتظهر في الصورة المقابلة عسكرياً يقف أمام منزل يحترق، وآخر أمام كميات كبيرة من السلاح، إضافة إلى عسكريين ذوي مظهر مخيف؛ في إشارة واضحة إلى الفارق الهائل بين معتقلي الثورة السوريّة المدنيين والأبرياء، وبين المعتقلين الذين يطالب محتجوا الساحل بإطلاق سراحهم.

كما يوجد فارق كبير في طريقة التعامل مع ملف المعتقلين. ففي السابق، لم يكن أحد يجرؤ على السؤال عن المعتقلين في سجون الأسد، وكان ذووهم يضطرون لدفع الرشاوى للوصول إلى معلومة حقيقية عن مصير أبنائهم، وغالباً كانوا يتعرضون للاحتيال. أمّا اليوم، فلا توجد مثل هذه المظاهر الاستغلالية.

وتبقى المقارنات التي تداولها المتابعون مؤشراً على الفارق الكبير بين واقع الاعتقال اليوم وواقعه في السنوات السابقة، سواء من حيث طبيعة المعتقلين أو أسلوب التعامل معهم. كما تعكس هذه المقارنات تبدّل الظروف التي يعيشها الشارع السوري، وتحوّل الخطاب العام بين الأمس واليوم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ