
مديرية آثار إدلب ترد على تقرير "شام": ننفي تفريغ متحف إدلب
ردت مديرية الأثار في مدينة إدلب في بيان رسمي اليوم، على التقرير الذي أفردته شبكة "شام" الإخبارية بعنوان " هيئة تحرير الشام تفرغ القطع الأثرية من متحف إدلب وتنقلها إلى جهة مجهولة"، بنفي المعلومات التي نقلتها الشبكة بشكل قطعي.
ورأت المديرية في بيانها أن نشر مثل هذه الأخبار واصفة إياها بـ "الكاذبة" في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مدينة إدلب هو محاولة لخلط الأوراق بهدف تجييش الرأي العام لإحداث صدام بين المؤسسات المدنية والفصائل العسكرية التي تقاتل على الجبهات ضد العدوان "الروسي الإيراني الداعشي".
وبينت المديرية التي شكلتها الإدارة المدنية للخدمات في وقت سابق أنها كمديرية مستقلة ذات شخصية اعتبارية كانت وستبقى مهمتها الأولى هي الحفاظ على ما تبقى من كنوز أثرية بكل ماتستطيع رغم ضعف الإمكانيات وتزايد المخاطر، وستكون أول من ينشر خبر تعرض أي قطعة أثرية ماتزال موجودة في المتحف لأي ضرر.
وبينت المديرية أنها تواصلت مع كل المؤسسات الدولية وعلى رأسها اليونسكو وكذلك المنظمات الغير حكومية للعمل على حماية المتحف وآثاره لكنها رفضت العمل مع مديرية آثار ومتاحف إدلب، محملة اليونسكو بشكل مباشر المسؤولية الكاملة عن أي ضرر يلحق بالقطع الأثرية في متحف إدلب نتيجة تقاعسها عن حماية تلك الأثار رغم كل المناشدات والتعهد بتقديم كل التسهيلات اللازمة لحماية الأثار في متحف إدلب.
وذكرت مصادر خاصة لشبكة "شام" الإخبارية، أن هيئة تحرير الشام أفرغت كامل القطع الأثرية والمقتنيات الموجودة في متحف مدينة إدلب خلال الأيام الماضية ونقلتها إلى جهة مجهولة، تم ذلك بشكل سري دون علم الموظفين في المتحف أو أي جهة أخرى.
وقالت المصادر التي "طلبت عدم ذكر اسمها لدواع أمنية" إن مجموعة تابعة لهيئة تحرير الشام من قطاع حماة حاولت قبل قرابة أسبوع الدخول إلى المتحف الوطني، إلا أن حرس المتحف منعهم من الدخول، مما استدعى التواصل مع مسؤولين في الإدارة المدنية التابعة لهيئة تحرير الشام والتي تدخل أحد مسؤوليها وسمح لهم بدخول المتحف وتعيين حرس على أبوابه.
وتابعت المصادر أنه خلال الأسبوع الماضي لم يستطع أي من الموظفين معرفة ما يحصل داخل المتحف، ولكنهم دخلوا مؤخراً بعد خروج عناصر الهيئة ووجدوا أن جميع المقتنيات المخبأة في الطابق الأرضي قد نقلت إلى جهة مجهولة.
وذكرت المصادر أن جميع القطع والرقم والمخطوطات الأثرية الموجودة في المتحف ضمن الطوابق الثلاث وصالات العرض جمعت إبان سيطرة قوات النظام على المدينة ووضعت في الطابق السفلي وهو صالة كبيرة وواسعة، وتم صب طبقة اسمنتية كبيرة تصل سماكتها لقرابة مترين من الإسمنت المسلح على الدرج "المدخل" الخاص بهذا الطابق لمنع الوصول إليها، شاب عدد من القطع الأثرية سرقات من قبل مسؤولين في النظام في تلك الأثناء.
وأوضح المصدر أن القطع الأثرية بقيت محفوظة في الطابق السفلي في المتحف حتى تحرير المدينة من قبل فصائل جيش الفتح، وحافظ على وبقائها أن مدير المتحف إبان سيطرة قوات الأسد بقي ضمن المحرر وعمل جاهداً عبر علاقاته لعدم السماح بفتح الطابق السلفي لكي لا تضيع التحف الأثرية التي يحويها، لافتاً إلى أن طيران النظام قصف المتحف في الشهر العاشر من عام 2015 وفتحت الصواريخ التي سقطت على الطرف الغربي من الطابق السفلي، أظهر عدد من المقتنيات والتي أعيد ترميم الثغرة والإبقاء على القطع المحفوظة.
ولفتت المصادر إلى أن نقل مئات القطع الأثرية والمخطوطات والرقم والمعروضات الفلكلورية والزجاجيات واللوحات الجدارية والتماثيل والنقود التي تعود لعصور قديمة والزخارف ولوحات فسيفساء تم بعد الاتفاق بين مديرية الأثار التابعة للإدارة المدنية التي شكلت قبل أشهر وبين مركز متخصص بالآثار في المحافظة لفتح الطابق السلفي وإجراء جرد كامل على محتوياته من قبل فنيين ومختصين، بهدف إعادة تفعيل المتحف بعد التواصل مع منظمة عبر مركز الأثار لتسديد التكاليف، ومعرفة حجم المفقودات فيه.
ويعتبر متحف مدينة إدلب من أهم المتاحف في سوريا، أفتتح عام 1987، يحوي تراث كبير لمناطق عدة من المحافظة تعود لعصور قديمة بدءاً من الألف الثالث قبل الميلاد وحتى العصور الإسلامية جمعت من عشرات المواقع عبر بعثات التنقيب من مواقع أثرية مهمة أبرزها "أيبلاً وتل مرديخ، وتل المسطومة وإفس، ومدافع سراقب، يضم المتحف صالات عرض كبيرة وزعت على ثلاث طوابق عرضت بحسب التسلسل التاريخي لها، إضافة لقسم خاص بالفلكلور الشعبي للمحافظة.