
صعوبات كبيرة لمربي المواشي في إدلب وسط ندرة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف
شهدت عدة مناطق في سوريا هذا العام، بما في ذلك مناطق الجزيرة وأرياف حماة وإدلب، موجة جفاف حوّلت الأراضي الزراعية إلى يابسة، ما أثر سلباً على الإنتاج الزراعي، وألقى بظلاله على تربية مراعي المواشي.
وفي ظل هذه الأزمة، واجه مربو المواشي العديد من العقبات التي كبدتهم خسائر فادحة، وأثرت على مهنتهم في تربية الأغنام والأبقار وغيرها، وهددت استمراريتها، خاصة مع تقلص المساحات الطبيعية للمراعي وارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة ندرة الأمطار وقلة المراعي.
ارتفاع تكاليف الأعلاف ونقص المراعي يرهق مربي إدلب
التقت شبكة "شام" عدداً من مربي المواشي في ريف إدلب، الذين أكدوا أن مزاولة مهنتهم هذا العام أصبحت أكثر إرهاقاً وكلفة مقارنة بالسنوات السابقة. فقد اضطر بعضهم إلى بيع جزء من مواشيهم، لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف شراء الأعلاف في ظل ندرة المراعي الطبيعية الناتجة عن موجات الجفاف الشديدة.
ولتعويض نقص المراعي الطبيعية وتدهور الغطاء النباتي، لجأ المربون إلى استخدام الأعلاف المركبة، مثل التبن والمواد العلفية المصنعة، ما أدى إلى إرهاقهم مالياً بسبب تضاعف أسعار العلف بشكل حاد، وفقاً لوصف المربين.
استئجار المراعي كحل بديل يكلف المربين
لجأ بعض المربين إلى حلول بديلة تتمثل في استئجار مراعي طبيعية، حيث يدفعون أجرة للمزارعين الذين يمتلكون محاصيل منخفضة السعر في السوق، ليتم استخدامها في تغذية الأغنام بدلاً من حصدها وبيعها بخسارة.
ورغم أن هذه الطريقة توفر بديلاً للمراعي الطبيعية، إلا أنها كانت مكلفة بالنسبة لهم أيضاً، خاصة أن تأجير الأرض يتراوح بين 100 و200 دولار أمريكي وربما أكثر حسب توفر المراعي، وتستمر فترة التأجير من عشرة أيام إلى عشرين يوماً فقط.
مخاطر الألغام ومخلفات الحرب تزيد معاناة المربين
ولم تتوقف التحديات عند هذا الحد، إذ أصبح انتشار الألغام ومخلفات الحرب في الأراضي الزراعية يشكل خطراً على المواشي ومربيها. ولم يعد بإمكانهم التنقل بحرية بين الأراضي والمراعي الطبيعية، خاصة في المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة ووجود قوات النظام البائد.
مناشدات ودعم لمربي الأغنام في إدلب
يناشد مربو الأغنام الجهات المعنية والمنظمات المهتمة بالشأن الزراعي والحيواني لتقديم دعم يعوضهم عن خسائرهم. واستجابةً لذلك، أطلقت منظمة «وطن» مؤخراً مشروعاً لدعم الثروة الحيوانية في عدة مدن وبلدات بمحافظة إدلب، منها حارم وسلقين وكفر تخاريم وأرمناز والمناطق المحيطة بها، تحت إشراف الرابطة الفلاحية في منطقة حارم وبدعم من الاتحاد الأوروبي.
وقامت المنظمة بالكشف على عدد من مربي الأغنام للتحقق من المعلومات والتأكد من أهلية المستفيدين، وفي تصريح لأحد الصحف، أوضح المهندس الزراعي نورس الخطيب، الاختصاصي بالثروة الحيوانية، أن المشروع يهدف إلى الحفاظ على الثروة الحيوانية ودعم مربي الأغنام، من خلال تقييم واقع تربيتهم وتحليل التحديات المتعلقة بالإنتاج والرعاية والتغذية والتسويق، بهدف تصميم تدخلات فعالة ومستدامة.
تُعد سوريا من أكثر الدول تأثراً بالتغير المناخي، وفي الوقت نفسه من الدول التي لم تحصل على تمويل كافٍ لمواجهة هذه التحديات منذ عام 2011، ولا يزال القطاع الزراعي يعاني من ضعف الإنتاج بسبب العقبات والصعوبات التي خلفتها الحرب، بما في ذلك تضرر الأراضي والمحاصيل، ونزوح وتهجير المزارعين، ما يزيد من هشاشة القطاع ويهدد الأمن الغذائي والمجتمعي.