صورة
صورة
● أخبار سورية ٨ ديسمبر ٢٠٢٤

سورية تسقط دولة الأسد.. حقبة سوداء منذ 53 عاماً تطوى

استفاق السوريون، اليوم الأحد الثامن من شهر كانون الأول 2024، على عهد جديد يطوي صفحة حقبة سوداء في تاريخ بلادهم بعد فرار رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى جهة غير معلومة، إثر تمكن فصائل المعارضة السورية عقب معارك استمرت 11 يوماً فقط، من إسقاط نظام طالما أرعبهم وهم لا يكادون يصدقون أن تهاويه جاء أسرع مما كانوا يتوقعون.

بعد ثلاثة عشر عاماً ونيف من الحرب والقتل والعوز والتهجير، شهدت صبيحة الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2024 سقوط نظام بشار الأسد مع وصول طلائع فصائل المعارضة إلى العاصمة دمشق، وقبل حتى أن تدخل أحياءها كافة، جاء الخلاص سريعاً ودون صدام. وسبقت ذلك أنباء مفرحة بعدما تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على العديد من السجون في ريف دمشق والقنيطرة وحمص، التي طالما كانت مصدر رعب للسوريين، وآخرها سجن صيدنايا سيئ الصيت، وإطلاق سراح آلاف المعتقلين بعد مفاوضات قصيرة مع المشرفين على تلك السجون، ليفتحوا أبوابها، ويلوذوا بالفرار.

أما رئيس النظام، الذي ظل يعاند حتى آخر لحظة، ويرفض الاستجابة لإرادة شعبه، ولو لمرة واحدة، فقد استقلّ، بحسب تقارير، طائرة من مطار دمشق متجهاً إلى وجهة ما زالت غير معلومة حتى اللحظة، بينما أعلن رئيس حكومته محمد غازي الجلالي أنه ما زال على رأس عمله ولن يغادر البلاد، مشيراً إلى أنه يمد يده إلى كل أطياف الشعب السوري ومستعد لإدارة شؤون البلاد. وجاءت المباركة سريعة من رئيس "هيئة تحرير الشام" أحمد الشرع، الملقب بأبو محمد الجولاني، قائد العمليات العسكرية للمعارضة السورية، بأنّ كل المؤسسات في دمشق "ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسمياً".

في تلك الأثناء، كانت "إدارة العمليات العسكرية" تعلن وصول مقاتليها إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون في ساحة الأمويين بقلب العاصمة دمشق، بينما توقف بث محطات التلفزيون التابعة للنظام التي تبث جميعها من هذا المبنى، وقد واظبت حتى دقائق قبل توقفها، على بث الأكاذيب بأنّ "الوضع بخير، وكل ما يقال عن زحف المعارضين نحو العاصمة مجرد خدع وحرب نفسية". ومع انتشار هذه الأخبار، بدأ سكان العاصمة دمشق الذين يعرف عنهم الحذر والخشية الشديدة من بطش أجهزة النظام الأمنية، التدفق إلى الشوارع لاستطلاع ما يحدث، وتوجه بعضهم الى مبنى التلفزيون ليقفوا بأنفسهم على حقيقة ما يجري، بينما كانت مآذن الجوامع تصدح بالتكبيرات.


لقد كان انهياراً أسهل وأسرع مما اعتقد معظم السوريين طوال عقود، حتى خيل إليهم أن نظام بشار الأسد عصي على الزوال، وأن قدر أجيال منهم أن تولد وتموت في ظله، بعد أن ورث الابن الحكم عن أبيه حافظ الأسد عام 2000، وكان يمني نفسه نقله إلى ابنه أيضاً. 11 يوماً، كان ما احتاجه الأمر بعد انطلاق المعارضة السورية المسلحة من إدلب لتستولي على حلب، ثاني أكبر مدن البلاد في يوم واحد، وتنتقل بعدها إلى حماة وحمص وصولاً ليلة السبت الأحد إلى دمشق، فيما هب الأهالي الناقمون في جنوب البلاد وشرقها، ليلتحقوا بهذا الزحف، ويتلاقى معارضو الشمال مع الجنوب في العاصمة، دون مقاومة تذكر من قوات النظام التي تحيط بالعاصمة من كل حدب وصوب. لقد تبخرت هذه القوات فجأة، بعد أن هرب قادتها طالبين السلامة، بينما نزع العناصر لبساهم العسكري، ولاذوا بالفرار إلى بيوتهم، بعد أن منحت قيادة الفصائل الأمان لكل من يلقي سلاحه، ويلتزم بيته.

اليوم تطوى صفحة سوداء من تاريخ سورية، لم يعرف خلالها السوريون سوى القهر والخوف والمذلة. حقبة كئيبة تمتد لـ53 عاماً بدأت مع حافظ الأسد عام 1971، بعد انقلاب حزب البعث ووصوله إلى السلطة، وانتهت مع بشار الأسد قبل نهاية عام 2024 بأيام قليلة، يرى كثير من السوريين أنها كانت الأسوأ في تاريخ بلادهم القديم والمعاصر، نبت فيها الفساد والطائفية والخوف، وترعرعت خلالها الفروع الأمنية والسجون، بينما تراجع التعليم وتوقفت الحياة السياسية وعجلة الاقتصاد.

المصدر: العربي الجديد


وحققت معركة "ردع العدوان" التي أطلقتها "إدارة العمليات العسكرية" يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني، خلال 11 يوماً، ما انتظره الشعب السوري الثائر خلال 13 عاماً ونيف، قدموا فيها التضحيات الجسام، للوصول إلى هذه اللحظة التاريخية التي أعلن فيها عن سقوط الطاغية "بشار الأسد"، وتحرير دمشق من حكم عائلة الأسد لأول مرة منذ 50 عاماً.

ومنذ بداية انطلاقتها أعطت معركة "ردع العدوان" بارقة أمل كبيرة لملايين المدنيين المهجرين في تحرير المناطق المغتصبة والمحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران بأرياف حلب وإدلب لإفساح المجال لعودة أهلها إلى قراهم وبلداتهم، وأعادت المعركة روح الثورة والتحرير وكانت موضع التفاف واسع إعلامياً ومدنياً حتى المعارضين لها في المناطق المحررة.


وفي فجر اليوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، من دخول العاصمة دمشق، معقل الإرهابي الأكبر "بشار الأسد" المفترض في القصر الجمهوري، وتلذي تبين أنه فرَّ هارباً إلى جهة لم تحدد، لتحقق عملية "ردع العدوان" أسمى هدف للثورة السورية الحرة، في إسقاط "بشار الأسد" ونظامه، بعد أن عاث فساداً وقتلاً وتدميراً في سوريا، خلال سنوات عجاف مرت على الشعب السوري لقرابة 50 عاماً من حكم عائلة الأسد.

وكانت أكدت مصادر أميركية وغربية أن نظام "بشار الأسد" في طريقه للانهيار خلال أيام، مضيفة أنه طلب المساعدة من عدة دول، ولكن من دون جدوى، ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين -تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائه- أن تقدم مقاتلي المعارضة يشير إلى أن حكومة الأسد قد تكون على وشك الانهيار.

بتحرير مدينة دمشق، وماسبقها من عمليات تحرير ضمن عملية "ردع العدوان"، في كامل تراب سوريا الحرة، تتحرر سوريا وتنفض غبار أكثر من 50 عاماً من حكم آل الأسد بالحديد والنار، ويسقط الأسد وكافة رموزه، فدخول الثوار اليوم لمدينة دمشق، يفتح الطريق بشكل كامل باتجاه الخلاص وبلوغ هدف الثورة في إسقاط الأسد وكافة رموزه.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ