سوريا ضمن الدول الأقل استخدامًا للذكاء الاصطناعي وفق مؤشر مايكروسوفت العالمي
أظهر تقرير صادر عن مختبر الذكاء الاصطناعي من أجل الخير التابع لشركة مايكروسوفت (Microsoft AI for Good Lab) أن نسبة انتشار استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بين الفئة العاملة في سوريا بلغت نحو 6.7% فقط من إجمالي السكان في سن العمل (15–64 سنة)، ما يضعها في الثلث الأخير عالميًا ضمن قائمة شملت 147 دولة واقتصادًا.
وأشار التقرير، الذي حمل عنوان “Measuring AI Diffusion: A Population-Normalized Metric for Tracking Global AI Usage”، إلى أن الإمارات العربية المتحدة تصدرت التصنيف العالمي بنسبة 59.4% من الفئة العاملة تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي، تلتها سنغافورة بنسبة 58.6%، في حين جاءت معظم دول الشرق الأوسط بمستويات متفاوتة، إذ سجلت الأردن 25.4% ولبنان 24.8% ومصر 12.5% والمغرب 10.5%.
ويعتمد المؤشر الجديد، المسمى “AI User Share”، على بيانات استخدام حقيقية من منتجات مايكروسوفت، معدّلة وفق نسب الوصول إلى الأجهزة والإنترنت في كل بلد، لتقدير نسبة الأفراد الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي فعليًا من إجمالي السكان في سن العمل.
وأوضح التقرير أن الدول ذات الدخل المرتفع والبنية الرقمية المتقدمة تسجل معدلات أعلى من اعتماد الذكاء الاصطناعي، في حين لا تزال الدول ذات البنية التحتية الضعيفة تعاني من فجوة رقمية تحدّ من انتشار هذه التقنيات، رغم ما وصفه التقرير بـ“الطلب الكامن” في أوساط المستخدمين المتصلين بالإنترنت.
وبحسب الباحثين في مختبر مايكروسوفت، فإن توسيع الوصول إلى الإنترنت والاستثمار في المهارات الرقمية سيكونان عاملين أساسيين لرفع نسب استخدام الذكاء الاصطناعي في الدول النامية، ومن ضمنها سوريا، التي تُظهر مؤشرات متواضعة مقارنة بجيرانها في المنطقة.
وأبدت سوريا في وقت سابق اهتمامًا متزايدًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث استضافت العاصمة دمشق في أيار/مايو 2025 أول مؤتمر وطني للذكاء الاصطناعي بعنوان “AI-Syria 2025”، برعاية وزارة الاتصالات والتقانة وتنظيم من الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في دعم الاقتصاد السوري وبناء مجتمع رقمي متكامل، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين. وشملت محاوره التنمية المستدامة، تحديات البيانات الضخمة، الابتكار، وسياسات التحول الرقمي.
وأكد المنظمون آنذاك أهمية دعم الكفاءات الشابة وتوفير بيئة حاضنة للمبادرات التقنية، معتبرين المؤتمر خطوة أولى نحو إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي ضمن خطط إعادة الإعمار والتنمية الرقمية في البلاد.