"سواعد الخير" تسن "قانون الآداب" بإدلب وتحضر صناديقها لتحصيل الأتاوات والغرامات من جيوب المدنيين
"سواعد الخير" تسن "قانون الآداب" بإدلب وتحضر صناديقها لتحصيل الأتاوات والغرامات من جيوب المدنيين
● أخبار سورية ٢ يونيو ٢٠١٨

"سواعد الخير" تسن "قانون الآداب" بإدلب وتحضر صناديقها لتحصيل الأتاوات والغرامات من جيوب المدنيين

منذ تشكيل حسبة "سواعد الخير" وفي كل المراحل التي نشطت فيها في مدينة إدلب كان جل تركيزها على ما قالت إنه "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، إلا أن تكرار ممارساتها وتكشف خيوط أعمالها أكد بالدليل القاطع أن جل أهدافها هو تحقيق الكسب المادي لصالحها ولوزارة الأوقاف في حكومة "الإنقاذ" التي تبعت لها مؤخراً.

عشرات القوانين والمخالفات سنتها "سواعد الخير" في مدينة إدلب ضد المدنيين وعلى حساب عذاباتهم وحياتهم المعيشية، تشكل المخالفات أو العائلات التي تتقاضاها لكل مخالفة لتعليماتها أو لقوانينها مصدر دخل وافر لصندوق الأوقاف ولصالح كوادرها التي باتت تتوسع في سن القوانين وتحدد المخالفات ثم تطلق عناصرها في الأسواق لملاحقة المدنيين في محلات الألبسة والحلاقة والجامعات والمعاهد والمدارس والشوارع والأسواق والساحات والمسابح العامة ومحالات الأراكيل والمطاعم وغيرها.

وفي آخر تحديثات "سواعد الخير" هو سن قانون شامل لمدينة إدلب بما عرف بقانون "الآداب العامة" التي تولت هي تحديدها دون أي رادع أو محاسب سواء كان من الفصائل المسيطرة والتي تدعمها أو الحكومة التي تعتبر قوانين الأخيرة مصدر دخل وفير لذلك تطلق يدها بشكل كبير وتؤيدها في ممارساتها.

وتتمحور قوانين الآداب الذي سنته مؤخراً حول سب الذات الألهية أو الدين والرسول وترك الصلاة والمجاهرة بالإفطار والاعتداء على الممتلكات العامة والقيادة السريعة والتشبيب ومخالفة السير وتشبه الرجال بالنساء في اللباس والحلاقة والمظهر ولبس البنطال والأطواق والمسابح.

أيضاَ إطلاق الرصاص في الأعراس وكشف العورة وتلطيش النساء والمجاهرة بتشغيل الموسيقي وحلق اللحية والغش في البيع والاحتكار والربا وتطفيف الميزان، وشعارات تشير للنظام أو الاختلاط في المؤسسات المدنية والطبية والتجارية والخلوة بين الرجل والمرأة في تكسي الأجرة.

كذلك من القوانين التي سنتها منع النشاطات الترفيهية والموسيقي والغناء والاحتفال بأعياد الميلاد والاتجار بالمفرقعات والبرج واللالتزام باللباس الشرعي، ولبس الخمار للطالبات وعدم وضع العطر او المكياج، وإغلاق البسطات والمحال التجارية وقت صلاة الجمعة وإزالة أو تغطية رؤوس "الماليكانات" وعدم عرض الألبسة الداخلية والقصيرة على الرصيف وفي واجهة المحلات وخلوة صاحب المحل مع أي امرأة.

أما الملاعب والمسابح فلها نصيب من قانون "سواعد الخير" فيمنع اللعب خلال وقت الصلاة ويمنع استقبال طلاب المدارس ويمنع الفحش في الكلام والسب وإزعاج الجيران والضوضاء واستقبال النساء، وأما صهاريج الماء فيمنع تجمعها في الأحياء السكنية ويمنع وقوف الأليات وازعاج الأهالي.

وربما الخوض في كل ماحددته "سواعد الخير" من قوانين ومخالفة كل منها يعبر من الأمر الصعب جداً، إذ أن الأتاوات والغرامات التي تفرضها الحسبة على كل مخالفة تشكل ربحاً كبيراً بأرقام خيالية يومية تعود لصندوقها وصندوق حكومة الإنقاذ من جيوب الباعة وأصحاب المحال التجارية والمدنيين في الأسواق والمسابح ومحلات الألبسة والسيارات وكل ماتشاهده في طريقها طوال اليوم.

وباتت تصرفات "سواعد الخير" التي أطقت تحرير الشام وحكومتها يدها وسلطتها على رقاب المدنيين في مدينة إدلب مصدر قلق يتصاعد يومياً، وسط احتقان شعبي كبير ضد ممارساتها التعسفية المستمرة والتي تهدف للربح والمخالفة أكثر من كونها تطبيق قوانينها، وسط غياب من تسمي نفسها أجهزة أمنية مسؤولية عن حماية المدنيين وتنظيم حياتهم وحتى تنظيم الأمور والمؤسسات المدنية والسماح لسواعد الخير في التحكم في مدينة إدلب كما تشاء.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ