
رغم التحرير.. النازحون في المخيمات سيواجهون شتاءً آخر
بالرغم من مرور عشرة أشهر على تحرير سوريا من النظام البائد، إلا أن آلاف السوريين سيقضون شتاءً آخر بارداً وقارساً في المخيمات ضمن خيمهم وغرفهم المسقوفة بالشوادر. وسيواجهون نفس المعاناة التي تجرّعوا مرارتها خلال سنوات الثورة، نتيجة عدم تمكنهم من العودة إلى قراهم ومدنهم.
المنازل غير صالحة للسكن
اصطدم السوريون بالعديد من العقبات التي حالت بينهم وبين العودة إلى ديارهم، وأجبرتهم على البقاء لفترة أطول في المخيمات. ومن أبرز هذه العقبات تعرض منازلهم للدمار نتيجة القصف الممنهج سواء الجوي أو البري أو المدفعي، ما جعلها غير صالحة للسكن.
وتتفاوت الأضرار من منزل إلى آخر، فبعضها دُمّر بالكامل، وبعضها يحتاج إلى ترميم وتأهيل، بينما يحتاج آخر لتركيب نوافذ وأبواب وإجراء صيانة بسيطة. إلا أن جميع هذه الإجراءات على اختلاف أنواعها تتطلب تكاليف مالية تفوق القدرات المالية للنازحين في المخيمات.
ظروف قاسية أثرت على الواقع الاقتصادي للأسر
عانى النازحون خلال السنوات الماضية من ظروف اقتصادية قاسية أدت إلى تدهور أوضاعهم المعيشية بشكل كبير. فقدوا ممتلكاتهم وأراضيهم التي كانوا يزرعونها ويستفيدون من موسمها السنوي، وواجهوا الغلاء المتصاعد وصعوبة إيجاد فرص عمل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأدوية.
إلى جانب ذلك، شهدت أسعار مواد البناء ارتفاعاً مضاعفاً خلال الأشهر الماضية، شملت الحديد، الأحجار، الإسمنت، الرمل، وغيرها من مستلزمات البناء. كما ارتفعت أجور اليد العاملة، مما جعل بناء المنازل بمثابة حلم لآلاف النازحين.
العائلات مجبرة على البقاء في المخيمات
كل تلك العوامل مجتمعة أضعفت الأوضاع الاقتصادية للعائلات النازحة وجعلتها تعيش حياة يومية صعبة ومليئة بالتحديات، لدرجة أن آلاف العوائل أصبحت عاجزة عن بناء مسكن يؤويها في قراها ومدنها، ويوفر عليها تحمل البرد في المخيمات.
هذا الواقع أجبر الأسر على البقاء في المخيمات وتحمل ظروفها القاسية، حيث تفرض الحياة في الخيام قيوداً يومية صارمة. فالمساكن المؤقتة لا تحمي من حرّ الصيف ولا برد الشتاء، ولا توفر أدنى مقومات الخصوصية للعوائل، ما يزيد من معاناة النازحين ويجعل حياتهم اليومية مرهقة ومليئة بالتحديات.
كوارث خلال فصل الشتاء
وتزداد مخاوف الأهالي حالياً، خاصة أنه خلال سنوات الثورة السورية، شهدت المخيمات كوارث متكررة في فصل الشتاء، شملت غرق الخيام وتسرب المياه إليها، وتضرر ممتلكات الأهالي، كما عانى السكان من مشكلات صحية متعددة ناجمة عن البرد القارس وظروف المعيشة القاسية.
ضرورة تأمين الدعم قبل اشتداد البرد
ختاماً، يشدد مراقبون على ضرورة تدخل المنظمات الإنسانية في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها العائلات المقيمة في المخيمات مع اقتراب فصل الشتاء. ويؤكدون على أهمية توفير الدعم اللازم لهذه المخيمات، بما في ذلك مواد التدفئة والاحتياجات الأساسية الأخرى، لأن الحاجة ملحة ولا تحتمل التأجيل.