
رئيس الاستخبارات التركية في دمشق لبحث ملفات أمنية وإقليمية مع القيادة السورية
وصل رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن، الأربعاء، إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة رسمية تأتي في سياق تحرّكات دبلوماسية وأمنية مكثفة بين أنقرة ودمشق، وفق ماذكرت مصادر أمنية تركية لوكالة “الأناضول”.
وقالت المصادر إن قالن سيعقد خلال الزيارة لقاءات بارزة، على رأسها اجتماع مع الرئيس أحمد الشرع، حيث من المقرر مناقشة “قضايا أمنية ثنائية وإقليمية إضافة إلى التطورات الراهنة في المنطقة”.
بدرها، كانت أشارت صحيفة “يني شفق” التركية في تقرير سابق إلى أن رئيس الاستخبارات إبراهيم قالن تولى قيادة تحرّكات دبلوماسية تهدف إلى احتواء التصعيد في محافظة السويداء، شملت اتصالات مع الممثل الأمريكي الخاص في سوريا وسفير واشنطن لدى أنقرة، فضلاً عن تنسيق مباشر مع الرئيس السوري أحمد الشرع. كما أوضحت الصحيفة أن الجهاز تواصل مع الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط للمساهمة في تهدئة الأوضاع.
يأتي هذا التحرك بعد أيام من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي حذّر من الضغوط التي تمارسها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على سوريا ومحاولاتها تحقيق مكاسب في الجنوب مستغلة التوترات الداخلية.
وقال أردوغان، في تصريحات للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من قطر، إنه التقى الرئيس السوري أحمد الشرع على هامش القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة وبحث معه العديد من الملفات، على رأسها أوضاع شمال شرقي سوريا.
وشدد أردوغان على أن الرغبة الأساسية لأنقرة هي “ضمان الوحدة والتضامن في سوريا وأن يسود السلام الدائم في كل أرجاء البلاد”، مبرزاً أن تركيا “ستقف إلى جانب الشعب السوري لتحقيق هذا الهدف”. كما أكد أهمية اندماج “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” مع الحكومة السورية في دمشق لتعزيز وحدة الأراضي السورية.
أشار الرئيس التركي إلى أن سوريا تشهد حالياً “عملية معقدة تتشابك فيها الدبلوماسية الدولية والديناميكيات المحلية”، لافتاً إلى أن بلاده “لن تترك سوريا وحدها”، وأن وزير الخارجية هاكان فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن على تواصل وثيق مع دمشق.
وأضاف أردوغان أن “إسرائيل تضغط على سوريا من الجنوب وتحاول استنزافها بعقلية فرّق تسد”، معتبراً أن هذه المحاولات تأتي في مرحلة جديدة تسعى فيها دمشق إلى احتضان جميع مكونات المجتمع السوري، وهو ما “غيّر موازين القوى في البلاد وهناك من لا يستطيع تقبّله”.
بهذه التحركات والتصريحات، تبعث أنقرة برسالة مفادها أن استقرار سوريا ووحدتها يمثلان ركيزة أساسية للأمن الإقليمي، وأن تركيا ترفض أي محاولات خارجية – ولا سيما إسرائيلية – لتقويض هذا الاستقرار أو استغلال أزمات الجنوب السوري لتحقيق مكاسب سياسية أو أمنية.