
بين التهجير القسري والضرورة الإنسانية.. عملية السويداء تثير موجة تفاعلات
أثارت عملية إجلاء عائلات البدو من مدينة السويداء، والتي أعلنت عنها وزارة الداخلية السورية، موجة واسعة من التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، تباينت خلالها الآراء بين من اعتبرها تهجيرًا قسريًا منظمًا بحق مكون اجتماعي عريق في المحافظة، وبين من رأى أنها ضرورة إنسانية لحماية أرواح المدنيين في ظل التوترات المسلحة الأخيرة.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت، في بيان رسمي، خروج نحو 1500 شخص من عائلات البدو الذين احتُجزوا في مدينة السويداء خلال الأيام الماضية، مشيرة إلى أن العملية جرت بإشراف مباشر من العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في السويداء، والعميد شاهر عمران، قائد الأمن الداخلي في درعا، وسط انتشار أمني كثيف لتأمين المنطقة وضمان سلامة المدنيين.
اتهامات بالتهجير القسري ومخاوف من "استهداف طائفي"
كتب الناشط الميداني "مالك خطاب" منشورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه "يُضاف إلى سجل ميليشيات الهجري جريمة التهجير القسري لمكون عريق من مكونات محافظة السويداء، يمثل ثلث سكانها ويتوزع على 14 حياً و35 قرية في المدينة وريفها."
أما ماجد عبد النور فذهب إلى توصيف العملية بعبارات أكثر حدّة قائلاً: "ليست عملية إجلاء، بل هي أول عملية تهجير قسري بعد سقوط الأسد ذات بُعد طائفي على يد مليشيا إجرامية"، وفي ذات السياق، اعتبر الصحفي "عمر منير إدلبي"، أن ما حدث هو "تهجير ممنهج" سبقته حملات تضليل إعلامية.
وأضاف "عندما قلنا إن أبناء العشائر محتجزون كدروع بشرية، أصر ناشطون ومثقفون من السويداء على أنهم ضيوف! الآن تبدأ دقائق التهجير القسري بحق نحو 1500 مدني" كما علّق المرصد أبو أمين 80 بالقول: "تهجير قسري لـ1500 شخص من عائلات البدو كانوا محتجزين في السويداء".
وسم #الهجري_يهجر_بدو_السويداء يتفاعل.. ومواقف دفاعية عن "الإنقاذ الإنساني"
في المقابل، رأى ناشطون أن عملية الإجلاء رغم قسوتها، كانت الخيار الوحيد لحماية أرواح المدنيين وكتب أحدهم ضمن موجة التفاعل "نعم، هو تهجير مؤلم.. لكن تأمين حياة النساء والأطفال من المجازر المحتملة أهم من العناوين السياسية الأولى هو إنقاذهم، ثم اقتلاع هذا السرطان."
ويذكر أن هذه التطورات جاءت في أعقاب مواجهات مسلحة شهدتها محافظة السويداء خلال الأيام الماضية، أسفرت عن احتجاز مئات المدنيين من أبناء العشائر في المدينة وأعلنت وزارة الداخلية السورية أنها قامت بجهود وساطة أفضت إلى إخراج العائلات وتأمين عودتهم إلى مناطقهم، ضمن ما وصفته بـ"حرص الدولة على حماية مواطنيها والحفاظ على وحدة النسيج الوطني".