بن غفير يغازل دروز السويداء بسيارة إطفاء… ومحاولات مكشوفة لتعميق الشرخ داخل المجتمع السوري
بن غفير يغازل دروز السويداء بسيارة إطفاء… ومحاولات مكشوفة لتعميق الشرخ داخل المجتمع السوري
● أخبار سورية ٢١ نوفمبر ٢٠٢٥

بن غفير يغازل دروز السويداء بسيارة إطفاء… ومحاولات مكشوفة لتعميق الشرخ داخل المجتمع السوري

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير دفع بخطة لتدريب مجموعة من الشبان الدروز من السويداء على الإطفاء، وتزويدهم بمعدّات وسيارة إطفاء، في خطوة أثارت تساؤلات واسعة حول أهدافها وتوقيتها.

وزعمت تل أبيب على أنها مساعدة "إنسانية" و"إنقاذية"، بينما أثارت في الأوساط السورية والإعلامية تساؤلات واسعة حول أهدافها، خاصة أنها جاءت بعد يوم واحد فقط من جولة قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجنوب السوري المحتل، والكشف عن شبكة لتهريب الأسلحة عبر الحدود.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن ما بين 17 و20 شاباً من أبناء الطائفة الدرزية في السويداء سيخضعون لدورة مكثفة لمدة ثلاثة أسابيع داخل إسرائيل، تشمل تدريبات على أجهزة محاكاة متقدمة وسيناريوهات معقدة لحرائق المركبات والمنازل والمراكز التجارية، على أن يعود كل مشارك إلى سوريا مزوّداً بعتاد شخصي كامل ومحطة إطفاء جديدة "مخصّصة للمنطقة الدرزية خلف الحدود".

وتعامل الكثير من النشطاء بالشك مع هذا الخبر، خاصة أن الحرائق لا تضرب السويداء كثيرا، حيث اعتبر نشطاء أن هذه محاولة للتغطية على عمليات تدريب عسكرية يقوم بها جيش الإحتلال الاسرائيلي لهؤلاء الشبان.

وقاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المبادرة بالتنسيق مع مجلس الأمن القومي، مؤكداً للصحيفة أن "محطة الإطفاء في سوريا ستوفر قدرة إنقاذ في حالات الطوارئ"، وأن تل أبيب "ستواصل تعزيز العلاقة مع الطائفة الدرزية" داخل إسرائيل وخارجها، على حد تعبيره.

وجاء الإعلان بالتزامن مع كشف الشرطة الإسرائيلية، الأربعاء، عن تفاصيل شبكة لتهريب الأسلحة من داخل سوريا، وُصفت بأنها "شبكة درزية" بسبب انتماء جميع أفرادها الثمانية عشر إلى الطائفة.

وذكرت التحقيقات أن المهربين استخدموا شاحنات ومركبات عسكرية وأن الأسلحة نُقلت من جنوب سوريا بأسعار زهيدة، قبل بيعها داخل إسرائيل بأضعاف قيمتها.

ورغم عدم صدور تعليق رسمي من الحكومة السورية حتى ظهر الخميس، بخصوص تدريب الشبان الدروز، تؤكد دمشق في مواقف سابقة أنها ترفض أي تدخل إسرائيلي في الشؤون الداخلية، وتعدّ "ذريعة دعم الدروز" محاولةً للالتفاف على السيادة السورية، مشددة على أن جميع المكوّنات السورية تتمتع بحقوق متساوية وفق القانون السوري.

وتشير خلفية التطورات الميدانية إلى أن إسرائيل كثّفت خلال الأشهر الماضية حضورها العسكري والأمني في الجنوب السوري، مستغلة الفراغ الذي أعقب سقوط النظام السابق أواخر عام 2024، ووسّعت نطاق الاحتلال ليتجاوز 450 كيلومتراً مربعاً إلى جانب سيطرتها المستمرة على الجولان منذ عام 1967.

وتزامنت التحركات مع ضغوط من شخصيات درزية موالية لإسرائيل دعت إلى تعزيز التدخل الإسرائيلي في المنطقة.

يأتي برنامج تدريب شبّان من السويداء في سياق سياسة إسرائيلية أوسع تعتمد أدوات "مدنية" و"إنسانية" و"عسكرية" لتثبيت نفوذها في الجنوب السوري، خصوصاً بعد الكشف عن شبكة تهريب الأسلحة والجولة الأخيرة لنتنياهو.

وتوقيت الكشف عن خطة تدريب شبّان من السويداء، بعد فضيحة شبكة تهريب الأسلحة التي جميع افرادها من الدروز، وجولة نتنياهو في الجنوب المحتل، يشير إلى أن «مكرمة الإطفاء» قد تكون جزءاً من مسار أوسع لتثبيت نفوذ تل أبيب داخل المجتمع المحلي عبر نشر الجواسيس والعملاء، عبر أدوات تبدو خدمية لكنها ستُستخدم سياسياً وأمنياً على نحو واضح.

وفي ظل غياب موقف رسمي سوري شديد اللهجة أو تحرك فعلي على الأرض، يبدو أن إسرائيل ستواصل عربدتها في الجنوب السوري وفي عموما سوريا.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ