صورة
صورة
● أخبار سورية ٨ ديسمبر ٢٠٢٤

بعد جمريا.. "إسرائيل" تعلن قصف "مطار المزة العسكري" قرب دمشق

قالت مصادر عسكرية في الجيش الإسرائيلي، إن "إسرائيل"، استهدفت عدة مواقع عسكرية استراتيجية قرب العاصمة السورية دمشق، بيها "مطار المزة العسكرية"، و"البحوث العلمية" والمربع  الأمني، في سياق مساعي كيان الاحتلال لمنع قوى الثورة من الوصول لأسلحة قالت إنها "تدار برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية".

يأتي ذلك في وقت وجه "الجيش الإسرائيلي" تحذير عاجلاً الى السكان في قرى (أوفانية - القنيطرة - الحميدية - الصمدانية الغربية - القحطانية) جنوب سوريا، للبقاء في منازلهم، بسبب عمليات يجريها الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة وجبل الشيخ على الحدود السورية.

"مطار المزة العسكري" كان يعتبر بمثابة الرئة للنظام في العاصمة دمشق وريفها الغربي، يضم بداخله فرق عسكرية وأمنية ومخابراتية متعددة منها المخابرات الجوية والدفاع الجوي وسرية المهام الخاصة التابعة للمخابرات الجوية، يبعد مطار المزة العسكري عن مركز العاصمة حوالي 5 كم وقد منع حافظ الأسد منذ تأسيس المطار أن يجاوره مبانٍ عالية فأقرب مبنى مرتفع يبعد عن المطار أكثر من 2 كيلومتر.

ويعد مطار المزة العسكري نقطة أساسية ومنطلقاً لهجوم قوات الأسد على المناطق المحيطة (داريا – معضمية الشام – المزة)، حيث كانت تتمركز فيه قوات من الفرقة الرابعة، ويحيط بمطار المزة العسكري مدينة داريا ومساكن السومرية ومعضمية الشام وبساتين المزة، وتعود ملكية أرضه لأهالي داريا ومعضمية الشام, وهو مقر للمخابرات الجوية التي تعد من أكثر الأفرع الأمنية بطشاً.


ويحتوي المطار على أحدث الآليات وأجهزة المراقبة, وقد صمم بشكل خاص للطيران المروحي مع وجود حظائر تربض فيها طائرات الميغ والسيخوي لكن كمستودع فقط, وجميع أبنيته الداخلية عبارة عن مخابئ للسلاح ومعدات الطائرات والمروحيات الحربية، ويوجد فيه: رحبة للآليات - رحبة للطيران - مركز تدريب - كتيبة دفاع جوي - بناء معتقلين - بناء تحقيق وإدارة - بناء مبيت للعناصر – أبنية لهندسة الطيران الحربي والمراقبة.

وزود "مطار المزة العسكري" برادارات متطورة جدا, ويضم طائرات مدنية خاصة لتأمين تنقلات رئيس الجمهورية إلى جميع وجهاته، أما الآن فقد اتسع نطاق عملها لتشمل نقل السلاح إلى المحافظات.


ويوجد في المطار ثلاث مدارج وهو متصل مباشرة مع القصر الجمهوري بطريق فرعي، كما أنه للمطار أربع مداخل رئيسية, الأول من جهة السومرية وهو مخصص للمخابرات الجوية وقيادة المطار, والثاني مخصص لقيادة المركبات, والثالث مقابل جسر بيروت مخصص للتدريب ومنه يتصل بالقصر الجمهوري عبر طريق فرعي, أما الباب الرابع فهو من جهة داريا ومتصل بالمتحلق الجنوبي.

وكانت أعلنت "هيئة البث الإسرائيلية"، اليوم الأحد، أن "إسرائيل" قصفت مركز البحوث العلمية بدمشق، وقالت أن هناك "تدار برامج أسلحة كيميائية وصواريخ باليستية"، وذلك في سياق مساعي "إٍسرائيل" لمنع وصول فصائل الثوار التي سيطرت على دمشق والحكم في سوريا، من الوصول لأسلحة لها تأثر على وجود كيان الاحتلال الإسرائيلي، بعد سقوط نظام الأسد، وفرار "بشار" من دمشق.

وأفاد نشطاء من العاصمة دمشق، بأن طائرات حربية إسرائيلية، نفذت ضربات جوية عنيفة هزت العاصمة دمشق التي تشهد احتفالات كبيرة بمناسبة سقوط نظام بشار الأسد، وطالت الغارات مواقع في البحوث العلمية وجبل قاسيون ومطار المزة والمربع الأمني، سبقها غارات في ريفي القنيطرة ودرعا.

ويقع مركز جمرايا "للأبحاث العلمية" شمال غرب دمشق (على بعد كيلو مترات من "القصر الجمهوري" في منطقة تحوي أهم قواعد النظام العسكرية الاستراتيجية)، وراء لافتة جهاز مدني لكنه في الحقيقة الجهة المسؤولة عن البرنامج الصاروخي للنظام وإنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية والمحرمة دولياً، وفق ماتقول المصادر العسكرية.

يقع مركز جمرايا شمال غربي دمشق خلف جبل قاسيون في منطقة تضم أهم القواعد العسكرية الاستراتيجية للنظام، فهو قريب من مقر الكتيبة 105 بالحرس الجمهوري والفرقة الرابعة التي يرأسها ماهر الأسد،  كما يعتقد العديد أن قوات احتياط النظام تنتشر في مواقع تحت الأرض في هذه المنطقة، في حين أن موقعه القريب من الحدود اللبنانية، سهل نقل الأسلحة من وإلى ميليشيا حزب الله اللبنانية.

يعتبر مركز جمرايا واحدا من أكثر المؤسسات التي تحيط بها السرية، لذا من الصعب الحصول على معلومات دقيقة بشأن ما يحتويه، حيث إن الموظفين يخضعون لمتابعة ومراقبة لمنع أي تسريبات و يمنعون من الاتصال مع أجانب أو أي وكالات أجنبية، خاصة في الوقت الحالي، حيث تجرى في هذا الموقع أهم الأبحاث، كما يتم تطوير وتخزين الأسلحة الكيماوية هناك.

يتجاوز عدد العاملين في المركز 20 ألف موظف ولهم اختصاصاتهم ضمن المعهد الذي ينتمون له ويوجد قطاع إداري للأمور القانونية والإدارية وأكثر العاملين في المركز من باحثين ومهندسين وعاملين وخريجين  كل له اختصاصه بحسب ما أكد موظف سابق منشق عن النظام لموقع "الآن".

لدى المركز مجموعة فروع تعمل على إنتاج الأسلحة المحرمة بحسب ما نقل موقع "الآن" عن موظف سابق منشق، وهذه الفروع ترتبط بشكل مباشر مع القصر الجمهوري وهي: أولها مركز البحوث في جمرايا على جبل قاسيون، ويتبع له فرع المعهد ألف الواقع في دمشق وهو المسؤول عن إنتاج  الأنظمة الإلكترونية والحاسوبية وتطويرِها بما في ذلكَ الملاحة والتوجيه وهومعهد الكتروني يتبع التشويش والرادار، والمعهد ألفان وهو أيضا في دمشق ومسؤول عن جملة أمور تتعلق جميعها بالتطوير الميكانيكي كإنتاج قاذفات ومحركات الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وهو قسمان البحث والتطوير وقسم فرع الصناعات يتعلق بالصواريخ والقذائف وماشابه ذلك وكل الأمور الميكانيكية، المعهد ثلاثة آلاف ويقع في برزة شرقَ دمشق، ومهمته تطوير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

اما المعهد 4 آلاف هو في شمال سوريا ويسمى بالقطاع أربعة وله عدة اختصاصات منها الطيران وتصنيع الصواريخ وهو موجود في جبل تقسيس الواقع بين محافظتي حماة وحمص يطور فيه المشروع  تسعة وتسعون المسؤول عن الإنتاج الرئيس لصواريخ سكود، بالإضافة إلى الفرع أربعمئة وخمسون وهو المسؤول عن تخزين الأسلحة ويتبع للقصرِ الجمهوري مباشرة.

بعض المهام تكون لكل قسم على حدة وفي بعض الأحيان تكون مشتركة جزء يصنع في المعهد ألف وله تتمة في المعهد الفين كذلك، على سبيل المثال صناعة الصواريخ التي تم عرض أحد التجارب منها عام 2012 على تلفزيون النظام كان عملا مشتركا بين المعاهد ألف وألفين وأربعة آلاف، وفق تقرير سابق لموقع "أورينت".

أنشأ حافظ الأسد مركز جمرايا في 1971 (عندما كان الاتحاد السوفيتي حليفه )على أنه جهاز مدني لإجراء بحوث في مجالات سلمية مثل الطاقة الشمسية، وتكرير مخلّفات الصرف الصحي، والاتصالات، لكن المركز المدني المزعوم كان يقدم التقارير للأسد مباشرة.

 وكان يهدف لحيازة تكنولوجيا أوروبية مزدوجة الاستخدام تعزز برنامج الأسلحة الكيماوية، وأفلح نظام الأسد في بلوغ هدفه ودعم المركز مالياً لشراء معدات من منظمة اليونيسكو، وأرسل مهندسيه للتدرب في مكتب المركز الوطني (الفرنسي) للبحوث العلمية، وإلى مطلع التسعينات، كانت الحكومة الفرنسية تشجع شركات التكنولوجيا الفرنسية على التعامل مع جمرايا بحسب صحيفة "الحياة".

 وفي منتصف الثمانينات، مدت شركة "شوت غلاسفيركي" الألمانية الغربية المركز بأدوات زجاجية عالية المقاومة في إطار مشروع زجاجي سماه النظام آنذاك "بوروسيليكايت غلاس بروجيكت"،  لكن المشروع هذا كان في الواقع مشروع تصنيع غاز السارين، وفي 1992، كشفت أوروبا أنشطة المركز العسكرية، ولكن، بعد فوات الأوان وتخزين نظام الأسد غاز السارين وغاز (VX).

وفي التسعينات، أشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أن نظام الأسد باشر تصنيع قنابل محملة بغاز (VX) الذي يشل الأعصاب في موقع تحت الأرض في هذا المركز، حيث استند المركز إلى الخبرات الأوروبية في تصنيع الأسلحة الكيماوية، ففي السبعينات والثمانينات، سعى نظام الأسد إلى حيازة غاز السارين، وطلب من الشركات الأوروبية مدّه بالتكنولوجيا المناسبة.

وسبق أن قالت "إذاعة الجيش الإسرائيلي"، إن مجلس الوزراء الإسرائيلي، قرر احتلال منطقة "جبل الشيخ" السورية وإنشاء منطقة عازلة، لافتة إلى أن الجيش الإسرائيلي سيكون القوة التنفيذية في المنطقة العازلة على الحدود مع سوريا، وأعلنت "يديعوت أحرونوت" أن الجيش الإسرائيلي سيطر على جبل الشيخ السوري في الساعات الأخيرة دون مقاومة.

أهمية موقع جبل الشيخ الاستراتيجية

يعد جبل الشيخ أهم مرتفعات الجولان، وأعلى قمة في جبل حرمون الذي تمر في وسطه الحدود الفاصلة بين سوريا ولبنان، ويبلغ ارتفاع هذه القمة 2814 مترًا، ويشكل القسم الأهم والأكبر من سلسلة جبال لبنان الشرقية التي تمتدّ بين لبنان وسوريا.

ينفصل عن بقية السلسلة الجبلية الشرقية للبنان بواسطة ممرات جبلية طبيعية عريضة، أما الحدود الفاصلة فعليًا هي رؤوس القمم، حيث يعتبر مقلب المياه الشرقي سوريًا، والمقلب الغربي لبنانيًا بما يحتويه من مزارع شبعا ومرتفعات كفرشويا والجزء اللبناني من بلدة الغجر.

ويمتد جبل الشيخ من بانياس السورية وسهل الحولة في الجنوب الغربي إلى وادي القرن ومجاز وادي الحرير شمال شرق، فيما يحدّه من الجهة الشرقية والجنوبية منطقة وادي العجم وهضبة الجولان وإقليم البلان، أمّا من الجهة الشمالية والغربية فالقسم الجنوبي من سهل البقاع ووادي التيم في لبنان، ويقع القسم الجنوبي الغربي من جبل الشيخ تحت الاحتلال الإسرائيلي لأنه يقع ضمن هضبة الجولان السورية.

ويطل الجبل من أعلى قمته على العديد من الدول مثل الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، فيمكن للزائر إذا كان على أعلى قمته التي تصل إلى 2814 مترًا والتي تقع على الحدود اللبنانية السورية أن يرى العديد من مناطق السورية كدمشق وبادية الشام والجولان وسهول حوران، كما يمكن مشاهدة جزء من الحدود الشمالية الأردنية والفلسطينية خاصة جبال الخليل ومحافظة إربد وبحيرة طبريا وسهل الحولة، بالإضافة إلى كل من جنوب لبنان وسلسلة جبال لبنان الغربية وسهل البقاع.

يتمتع جبل الشيخ بأهمية استراتيجية من الناحية العسكرية، لارتفاعه الذي يجعله مركزًا للرصد، إذ يشرف موضعيًا على كل الأراضي المحيطة به حتى الأفق، فمن هذا المرتفع يمكن القيام بأعمال المراقبة بالنظر وبوساطة أجهزة المراقبة البصرية وعشرات الكيلومترات ورصد كامل الاتجاه العملياتي لدمشق- القنيطرة، وكذلك لمناطق نوى، درعا، القنيطرة، الصنمين، قطنا، ضواحي دمشق الجنوبية، كما يمكن متابعة كل التحركات العسكرية وتصحيح نيران المدفعية وضربات الطيران.

وفي فجر اليوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، من دخول العاصمة دمشق، معقل الإرهابي الأكبر "بشار الأسد" المفترض في القصر الجمهوري، وتلذي تبين أنه فرَّ هارباً إلى جهة لم تحدد، لتحقق عملية "ردع العدوان" أسمى هدف للثورة السورية الحرة، في إسقاط "بشار الأسد" ونظامه، بعد أن عاث فساداً وقتلاً وتدميراً في سوريا، خلال سنوات عجاف مرت على الشعب السوري لقرابة 50 عاماً من حكم عائلة الأسد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ