الرجوع إلى الوطن: تحديات وصعوبات تواجه السوريين العائدين
الرجوع إلى الوطن: تحديات وصعوبات تواجه السوريين العائدين
● أخبار سورية ٧ أكتوبر ٢٠٢٥

الرجوع إلى الوطن: تحديات وصعوبات تواجه السوريين العائدين

بعد سنوات طويلة من الاغتراب، فُتح المجال أمام آلاف السوريين المغتربين للعودة إلى قراهم ومدنهم عقب سقوط نظام الأسد. إلا أن طريق العودة لم يكن مفروشاً بالورود، بل كان محفوفاً بالتحديات والمخاطر، خاصة في ظل آثار الحرب وما خلّفته من ظروف قاسية أثّرت على مختلف جوانب الحياة في سوريا.

الدمار يُخيم على ملامح المناطق السورية

التحديات التي واجهها العائدون إلى سوريا دفعت بعضهم إلى الندم على اتخاذ قرار العودة، إذ انعكست تلك العقبات بشكل كبير على حياتهم اليومية. ومن أبرزها الدمار الواسع الذي طال القرى والمدن السورية نتيجة القصف، ما جعل كثيرًا من المناطق غير صالحة للسكن، أو تفتقر إلى أدنى مقومات العيش الكريم.

وأكد البنك الدولي أن نسبة الدمار في الوحدات السكنية داخل مناطق الصراع تتراوح بين 27 و33%. من جهة أخرى، كشف تحليل صور الأقمار الصناعية الذي أجراه معهد الأمم المتحدة للبحث والتدريب "يونيتار" (UNITAR) عن دمار واسع في المباني في 16 مدينة سورية.

 وبلغ عدد الأبنية المدمرة كلياً أو المتضررة بشكل متفاوت: 355,722 مبنى في حلب، 1,415 في إدلب، 12,781 في الرقة، 6,405 في دير الزور، 10,529 في حماة، 13,778 في حمص، 34,136 في الغوطة الشرقية، 5,489 في مخيم اليرموك والحجر الأسود، 3,364 في الزبداني، و1,503 في درعا.

انعدام الكهرباء

ويضاف إلى ذلك، انعدام الكهرباء وضعف الخدمات في العديد من المناطق منها قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي، نتيجة الدمار الذي طال البنية التحتية، إضافة إلى قيام قوات الأسد بسرقة الكابلات والمعدات، ما ففرض على العائدين التوجه إلى بدائل مكلفة كتركيب منظومة طاقة شمسية أو تشغيل المولدات.

تعتبر هذه الظروف جديدة على العائدين، لا سيما الذين هاجروا خارج سوريا في بدايات الثورة، قبل أن تتأزم الأوضاع وتتعرض الكهرباء للانعدام الكامل والخدمات للضعف الحاد. كما أن هؤلاء قد اعتادوا على نمط حياة معين في دول المهجر مثل تركيا وأوروبا والأردن، حيث لم يواجهوا مثل هذه المشاكل.
صعوبة إيجاد فرصة عمل 

اشتكى عدد من الشباب العائدين من صعوبة إيجاد فرص عمل تؤمّن لهم حياة كريمة، مؤكدين أنهم لا يملكون المال الكافي لبدء مشاريع صغيرة بسبب التكاليف المرتفعة، مثل استئجار أو بناء محل، وتركيب منظومة طاقة شمسية في ظل انعدام الكهرباء، بالإضافة إلى تجهيزات تشغيل المشروع الأخرى.

دمار المدارس

كما واجهت الأسر السورية العائدة تحديات كبيرة في موضوع المدارس، خاصة في القرى التي دُمّرت فيها المؤسسات التعليمية بشكل بالغ في ريفي إدلب وحماة، مثل: الدير الغربي، وكفرنبودة، كفرسجنة وغيرها. وظهر هذا التحدي مع بداية العام الدراسي، نتيجة الأضرار الكبيرة في البنية التعليمية وقلة الموارد المتاحة.

دوافع السوريين للرجوع إلى وطنهم

أصر العائدون على الرجوع إلى موطنهم، لأنهم يفضلون بدء حياتهم في بلادهم بدلاً من الاستمرار في الغربة، مشيرين إلى أن سنوات ابتعادهم عن سوريا كانت متعبة، رغم توفر ظروف معيشية مناسبة إلى حد ما في الخارج. كما أشاروا إلى أنهم تعبوا من البعد عن عوائلهم، ورغبوا في لمّ شملهم والعيش مع أسرهم.

تبقى العودة إلى الوطن بالنسبة للعائدين خطوة محفوفة بالتحديات، لكنها تمثل بالنسبة لهم فرصة لاستعادة حياتهم وسط أسرهم، وإعادة بناء روابطهم مع أرضهم التي طالما غابوا عنها، خاصة أن خطوة العودة ضرورية لا بد من اتخاذها.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ