
"البلعوس" يهاجم "الهجري" ويتهمه بالتناقض والتواطؤ
انتقد الشيخ ليث البلعوس، ممثل "مضافة الكرامة" في السويداء، ما وصفه بتناقض تصريحات وأفعال الشيخ حكمت الهجري، أحد شيوخ عقل الطائفة الدرزية، مؤكداً أنه أقرّ بتواصله مع الحكومة السورية قبل الحملة العسكرية في تموز الماضي، رغم مواقفه المعلنة برفض أي حوار مع الدولة.
نشر البلعوس تسجيلاً مصوراً ردّ فيه على تصريح للهجري من دار قنوات، قال فيه إنه كان على تواصل مع الحكومة السورية حتى يوم واحد قبل دخول السويداء، وإن 99% من مساعيه كانت "لمصلحة الدولة".
واعتبر البلعوس أن هذا الاعتراف يكشف تناقضاً مع خطاب الهجري العلني، الذي كان يكرر فيه شعاره الشهير "لا وفاق ولا توافق" مع الحكومة واصفاً إياها بـ"الإرهاب"، بينما كان يجري مفاوضات واتصالات معها في الخفاء.
تساءل البلعوس عن سبب تخوين الهجري لقيادات السويداء التي تواصلت مع الحكومة، واتهامها بالتفريط بكرامة أهلها، في الوقت الذي كان هو شخصياً على اتصال مستمر مع دمشق وعلى علم مسبق بدخول القوات الأمنية والعسكرية إلى المحافظة، من دون أن يبلغ الأهالي بذلك، ما وضعهم في مواجهة مباشرة مع الجيش.
سبق للبلعوس أن هاجم إعلان تشكيل ما يسمى بـ"الحرس الوطني" في السويداء، معتبراً أنه نسخة مكررة من تجربة الحرس الثوري الإيراني ولا يعبّر عن صوت العقل، بل يشكل خطراً على استقرار الجبل.
وأوضح أن ظهور الهجري محاطاً بفصائل متهمة بالخطف والنهب وابتزاز النساء مثل "سيف الحق" و"قوات الفهد"، أثار مخاوف الأهالي من أن يكون التشكيل الجديد مقدمة للخراب والدمار بدل أن يكون خطوة نحو الأمل. وأكد أن أبناء المحافظة الذين تحملوا القتل والتهجير لا يريدون عسكرة جديدة، بل يبحثون عن حلول سلمية تحفظ كرامتهم.
وكان أشاد البلعوس بموقف "حركة رجال الكرامة" الرافضة للانضمام إلى الحرس الوطني، معتبراً ذلك مؤشراً على الحكمة والمسؤولية. وجدد تأكيده أن الغالبية العظمى من أبناء السويداء متمسكون بوحدة سوريا ويرفضون مشروع الانفصال الذي يروّج له الهجري، مشيراً إلى أن الأخير تراجع عن تفاهمات عقدتها الحكومة مع وجهاء المحافظة بعد سقوط نظام الأسد.
وكشف البلعوس أن من يخالف خطاب الهجري يتعرض للاتهام بالخيانة والعمالة وقد يصل الأمر إلى القتل، سواء كان من الأهالي أو القيادات السياسية والدينية. كما أشار إلى تهجير أكثر من خمسة آلاف عائلة من البدو نتيجة الانتهاكات، معتبراً أن تلك الأحداث استُغلت لتأجيج الحقد الطائفي.
واستعرض البلعوس دور المرجعيات الدينية التي التزمت بفصل الدين عن السياسة، لكنه أوضح أن مشيخة العقل حازت لاحقاً على صلاحيات واسعة وأدخلت نفسها في الشأن السياسي. وقال إن تبني الهجري للحراك ضد نظام الأسد جعله يتصدر المشهد المحلي والدولي على حساب باقي المرجعيات.
كما استعاد تجربة والده الشيخ وحيد البلعوس، قائد "رجال الكرامة" عام 2014، مشيراً إلى أن عددهم بلغ نحو 18 ألف مقاتل، وأن النظام المخلوع فشل في استمالته قبل أن يقرر بشار الأسد اغتياله في اجتماع بالقصر الجمهوري حضره علي مملوك وقاسم سليماني وقادة من حزب الله والحشد الشعبي، بمشاركة حكمت الهجري في المؤامرة.
أكد ليث البلعوس أنه تعرض لمحاولات اغتيال متكررة قبل سقوط الأسد وبعده، آخرها من جماعات مرتبطة بالهجري الذي أصدر فتوى بقتله عقب عودته من زيارة للقصر الرئاسي في دمشق. وأوضح أن وزيري الدفاع مرهف أبو قصرة والداخلية أنس خطاب أيدا مطالب أبناء السويداء بإدارة مؤسساتهم الأمنية والعسكرية بأنفسهم، لكن الهجري رفض هذه التفاهمات ونفى وجود أي اتفاق مع الدولة، مروّجاً لمشروع غامض وصفه البلعوس بأنه انقلاب متكرر على ما تم التوصل إليه.