أضرار استخدام الأجهزة الذكية للأطفال دون سنتين وبدائل آمنة للنمو الصحي
أضرار استخدام الأجهزة الذكية للأطفال دون سنتين وبدائل آمنة للنمو الصحي
● أخبار سورية ٥ سبتمبر ٢٠٢٥

أضرار استخدام الأجهزة الذكية للأطفال دون سنتين وبدائل آمنة للنمو الصحي

تلجأ بعض الأمهات، سواء في سوريا أو في مجتمعات أخرى، إلى إعطاء أطفالهن الهواتف في عمر مبكر جداً، أقل من السنتين وحتى قبل بدئه بالنطق، وغالباً ما يُشغَّل له محتوى من اليوتيوب، كالأغاني أو أناشيد الأطفال، في محاولة لتهدئته وإشغاله، بينما تنشغل الأم بالأعمال المنزلية أو غيرها من المهام اليومية.

ورغم أن هذه الممارسة تبدو حلاً سهلاً ومريحاً في لحظتها، إلا أن الخبراء يؤكدون أنها ظاهرة خطيرة تهدد نمو الطفل العقلي واللغوي والعاطفي. وتتنوع أسباب تقديم الأجهزة الذكية للطفل، منها بحسب الأمهات اللواتي التقينا بهن، الضغوط اليومية التي يواجهنها، وضرورة إنجاز الأعمال المنزلية بسرعة، من تنظيف، وطبخ، وترتيب، وغيرها من المهام التي لا تنتهي.


وفي الوقت ذاته، يكون الطفل بحاجة للرعاية والاهتمام، وقد يبكي باستمرار، ما يجعل الأم تبحث عن وسيلة سريعة لتهدئته، فتلجأ إلى الهاتف كحلٍّ مؤقت، ريثما تنتهي من الواجبات، إلى جانب عدم إدراك البعض منهن لخطورة هذا الإجراء.

وذكرت بعض النسوة أن أطفالهن باتوا يعتادون على وجود الهاتف وتشغيل المقاطع لهم يومياً، حتى أصبحوا يطلبونه بأنفسهم، وإن مُنعوا منه يدخلون في نوبات بكاء مستمرة، يصعب التعامل معها.

يؤكد الخبراء أن تعويد الطفل على الهاتف قبل عمر السنتين يؤدي إلى عدة مخاطر على نموه العقلي والعاطفي والجسدي. من أبرز هذه المخاطر تأخر اللغة والكلام، خاصة أن الطفل في هذا العمر يحتاج إلى التفاعل المباشر مع من حوله لتعلّم اللغة. 

ويساعد الاستماع للصوت البشري والتحدث المتبادل الطفل على تكوين كلمات وجمل، في حين أن الهاتف لا يوفر هذا النوع من التفاعل، مما قد يؤدي إلى تأخر النطق. ويضيف الخبراء أن المشاهد السريعة والمتغيرة على الهاتف تجعل دماغ الطفل معتاداً على الإثارة المستمرة، مما يصعّب عليه لاحقاً التركيز على المهام البسيطة والتعلم الواقعي. 

كما يؤدي الاستخدام الطويل للشاشات إلى آثار صحية جسدية محتملة، مثل إجهاد العينين، واضطراب النوم، وتقليل الحركة البدنية اللازمة لنمو عضلات الطفل بشكل سليم.

ويقترح الأخصائيون عدة بدائل للتفاعل مع الطفل بدلاً من الهاتف، مثل غناء الأغاني بصوت الأم أو الأب والتحدث معه بشكل مستمر، مما يعزز نموه اللغوي ويقوي العلاقة العاطفية، بالإضافة إلى إعطائه ألعاباً يدوية وتفاعلية.

كما يجب احتضان الطفل وحمله، لأنه يمنحه شعوراً بالأمان ويهدئه بشكل طبيعي دون الحاجة للشاشة. ويساهم تغيير البيئة، مثل المشي في المنزل أو الحديقة أو تغيير غرفة اللعب، في جذب انتباه الطفل بطريقة صحية وكسر الملل.

إعطاء الطفل جهازاً ذكياً في عمر أقلّ من سنتين وجعله يقضي وقتاً طويلاً أمام الأغاني والفيديوهات السريعة يؤثر سلباً على نموه، ويعرضه لمخاطر جسدية ونفسية، بالإضافة إلى مشكلات محتملة في النطق. لذا، أصبح من الضروري توعية الأمهات والبحث عن طرق بديلة لحماية الطفل وضمان نموه الصحي.

الكاتب: فريق العمل - سيرين المصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ