صحيفة أمريكية :: المظاهرات الايرانية ستؤثر على سياستها وتضعف حلفائها في المنطقة
كشفت صحيفة أمريكية، اليوم السبت، أن التظاهرات الشعبية التي انطلقت في عدة مدن إيرانية جاءت في ظلّ اسيتاء شعبي من الاقتصاد الراكد، بينما تتفاخر إيران بنفوذها وسيطرتها على عدة عواصم في المنطقة، بعدما عزّزت دورها ووجودها كقوة في الشرق الأوسط.
ويؤكد تقرير الصحيفة أن "صحيح أن وضع الثوى الايرانية خارجياً يبدون على ما يرام، إلا أن ذلك يكلفهم مبالغ كبيرة جداً، وذلك على حساب الداخل، وقد يؤدّي هذا التحول الى التأثير على السياسة الإيرانية، الأمر الذي قد يؤدي إلى ضعف حلفاء إيران في المنطقة.
وتضيف صحيفة "واشنطن بوست"، أنه في سوريا، أدت إيران دوراً كبيراً في دعم بشار الأسد، في حين كانت المليشيات الشيعية في العراق تقاتل إلى جانب القوات العراقية ضد مقاتلي تنظيم الدولة، وفي اليمن، دعمت إيران الحوثيين بشكل كبير، وفعلت الأمر نفسه مع "حزب الله" في لبنان.
وبحسب الصحيفة، كانت هذه التدخلات مكلفة لإيران، فقد كشفت التظاهرات أن هذه التدخلات الإيرانية لا تحظى بقبول وشعبية لدى بعض الإيرانيين على الأقل، حيث رفع المتظاهرون شعارات "لا غزة ولا لبنان حياتنا لإيران"، في إشارة إلى الدعم الذي تقدمه إيران لحركة "حماس" في غزة، و"حزب الله" في لبنان.
ويقول محمد بزي، أستاذ الصحافة في جامعة نيويورك، كان "يُنظر إلى إيران على أنها في حالة صعود سياسي، لكن هذا الصعود الإقليمي جاء على حساب الشعب الإيراني"، وتابع "الإيرانيون قالوا كلمتهم. إنهم لا يوافقون على صرف أموالهم في أماكن مثل لبنان وسوريا".
وإذا كانت الاحتجاجات بدأت بالتلاشي، فإنه ليس هناك ما يشير إلى أن إيران ستغيّر سياساتها الخارجية بشكل فوري، كما أن هذه الاحتجاجات أبرزت بشكل جليّ وواضح مستوى التحدّي الذي تعيشه الحكومة الإيرانية في محاولتها للحفاظ على قوتها الإقليمية الصاعدة.
من جهته قال سانام فاكيل، المختصّ بالشؤون الإيرانية في مركز تشاتام هاوس البريطاني، إن حجم الإنفاق الإيراني على التدخّلات الخارجية غير معروف، إلا أن الكشف عن بعض بنود الميزانية الإيرانية للعام 2018 أظهر زيادة في تمويل قوات الحرس الثوري إلى نحو 8 مليارات دولار، أي ما يقرب من ثلثي ميزانية وزارة الدفاع.
وتابع "الحرس الثوري يسيطر على مصالح تجارية واسعة أدت إلى تضخم وارداته. لكنه في نفس الوقت لا يكشف عن حجم التكلفة الحقيقية للتدخلات الإيرانية في المنطقة".
ويضيف فاكيل: "معروف أن إيران تصرف مبالغ كبيرة لدعم نفوذها في الخارج، وأيضاً مبالغ كبيرة على المؤسسات الدينية الإيرانية".