لفت وزير الخارجية الروسي، "سيرغي لافروف"، اليوم الثلاثاء، إلى أمل بلاده ألا تؤدي الضربات الأمريكية على نظام الأسد إلى نسف جهود مكافحة الإرهاب في سوريا، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تتفادى ضرب "جبهة النصرة" في سوريا، على عكس التوجه الأمريكي ضد تنظيم الدولة.

وأشار الوزير الروسي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي، "جان إيف لودريان"، عقد في ختام محادثاتهما بموسكو، أن روسيا لا تزال تنتظر توضيحات من واشنطن حول إسقاط طيران التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة، مقاتلة "سو-22" تابعة لنظام الأسد.

وكانت طائرة أمريكيةـ قامت بإسقاط طائرة تابعة لنظام الأسد جنوبي مدينة "الطبقة" بريف الرقة السورية في الثامن عشر من الشهر الجاري، على خلفية هجوم شنه نظام الأسد على قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة في الشمال السوري.

وحذرت روسيا الولايات المتحدة من التصعيد ضد نظام الأسد، الأمر الذي ردت عليه الولايات المتحدة، مساء الإثنين، بأن قوات التحالف التي تحارب تنظيم الدولة في سوريا تحتفظ بحق الدفاع عن النفس".

ولفت الوزير الروسي، إلى تعدد الأطراف الناشطة في سوريا، منها تلك التي تعمل هناك بناء على دعوة من نظام الأسد، وأخرى دخلت أراضي البلاد بدون إذن النظام لكن أعلنت أن هدفها محاربة الإرهاب هناك.

وذكر لافروف أن الآليات التي تم إنشاؤها في الآونة الأخيرة، بما فيها التنسيق بين روسيا وتركيا وإيران، توفر أساسا للتركيز على محاربة الإرهاب في سوريا. وتابع: "لا أريد أن أخمن ما إذا كان هناك من لا يناسبه ذلك، وهل تعكس حوادث استهداف القوات الموالية للحكومة (نظام الأسد) سعي البعض إلى تقويض فعالية جهود مكافحة الإرهاب".

كما لفت لافروف إلى انطباع موسكو أن الجانب الأمريكي، ومنذ بداية الأزمة السورية، كان يسعى، بشكل أو بآخر، إلى إبعاد الضربات عن "جبهة النصرة"، وإن كان التوجه الأمريكي مختلفا مع تنظيم الدولة.

وتابع لافروف "سيكون حديثنا صريحا مع الأمريكان حول هذا الموضوع، ولن أتخلف عن طرح هذه المسألة أمام (وزير الخارجية الأمريكي) ريكس تيلرسون في أقرب وقت.. إنها مسألة تحتاج إلى وضوح كامل، الحقائق تدل على أن التحالف يوجه بالفعل الضربات إلى تنظيم الدولة، لكننا لا نتذكر مثل هذا الحماس في محاربة جبهة النصرة.

من جانبه أكد جان إيف لوديران، عزم بلاده على محاربة الإرهاب عبر بذل جهود مشتركة مع روسيا في هذا المجال.

وأضاف الوزير الفرنسي، "عدونا المشترك هو المجموعات الإرهابية التي تخطط لاستخدام الأراضي السورية لتنظيم هجمات إرهابية على أراضينا، والتي تقوم بإعداد مسلحين جدد عسكريا وإيديولوجيا".