بالتنسيق مع الأهالي.. محافظ دمشق يطرح ملامح خطة إعادة إعمار حي جوبر بدمشق
عقد محافظ دمشق "ماهر مروان إدلبي" جلسة مع عدد من أهالي حي جوبر في دمشق، بحضور فريق من المهندسين والمختصين في التخطيط الحضري والإعمار، في إطار المتابعة الحكومية لملف الأحياء المتضررة ضمن برنامج "دمشق تستعد".
ويُعد حي جوبر من أكثر المناطق تضرراً ودماراً في العاصمة السورية دمشق، ما يجعله واحداً من أعقد الملفات على المستوى التخطيطي والتنظيمي، ويستدعي تعاوناً مكثفاً بين الأهالي والجهات الفنية والجهات الرسمية المعنية.
استعرض المحافظ أبرز ملامح خطة العمل فيما يخص إعادة إعمار جوبر، موضحاً أن المحافظة أنجزت بنية إدارية وفنية شاملة تمهّد لمرحلة التخطيط النهائي.
وتبدأ الخطة وفق ما ذكره المحافظ بـ "إزالة مخلفات الحرب والألغام" من قبل وزارة الطوارئ، يليها توثيق الملكيات وحصر المساحات بشكل دقيق، وصولاً إلى إعداد المخطط التنظيمي النهائي للحي.
وأكد أن سلامة الأهالي تمثل أولوية قصوى في عملية الإزالة، وأن جميع الخطوات ستتم بمصادقة الجهات المختصة، لضمان تنفيذ الإجراءات وفق الأصول القانونية والفنية المعتمدة.
شهد اللقاء مشاركة فعّالة من وجهاء وأهالي جوبر، إلى جانب اختصاصيين كانوا يتابعون المرحلة السابقة مع لجنة إعادة الإعمار،وطرح الأهالي مجموعة من المقترحات المتعلقة بتنظيم الحي عمرانياً، مؤكدين حرصهم على المشاركة في مراحل التخطيط والتنفيذ بما يضمن الحفاظ على حقوقهم.
من جهته، شدد المحافظ على أهمية دمج مقترحات السكان ضمن رؤية إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن ملاحظاتهم تشكل ركناً أساسياً في بلورة المخطط، وخاصة أن المنطقة تحمل بعداً عمرانياً وتاريخياً يستوجب الحفاظ على خصوصيته.
أكد المحافظ أن الخطة التنظيمية المرتقبة ستراعي الهوية التاريخية والعمرانية لجوبر، على أن تُصاغ الرؤية الجديدة بما يعزز مكانة الحي ويليق بعمقه الحضاري، وتم الاتفاق على بدء المختصين بتوثيق الملكيات والمساحات بالتزامن مع انتهاء وزارة الطوارئ من أعمال الإزالة، وذلك من أجل الانتقال إلى إعداد المخطط النهائي بشكل متكامل.
في ختام اللقاء، أشار المحافظ إلى تكاتف الفنيين من حي جوبر مع لجنة إعادة الإعمار، بما يسرّع إنجاز المهام وفق الجدول المقرر، ويضمن تقدم العمل في المسار الصحيح، كما أعرب عن تقديره لتجاوب الأهالي وتعاونهم، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تعتمد على الشراكة الفاعلة بين المجتمع المحلي والجهات المختصة لتجاوز حساسية هذا الملف المعقد.
هذا وتواصل محافظة دمشق دفع جهود إعادة الإعمار في الأحياء المدمرة، فيما يمثّل حي جوبر نموذجاً لتحديات استثنائية تستوجب تنسيقاً دقيقاً بين المؤسسات الحكومية والأهالي ومع انطلاق مرحلة توثيق الملكيات والبدء بإجراءات التخطيط، تتجدد الآمال بعودة الحياة إلى أحد أبرز أحياء العاصمة التاريخية.