رغم مشاركتها الكبيرة في الحرب و زيادة المهجرين .. منظمة تنتقد روسيا لعدم وفائها بالتزاماتها باستقبال لاجئين سوريين
قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن إسهام روسيا في الوفاء باحتياجات اللاجئين المُشردين جراء الحرب في سوريا يكاد يكون لا يُذكر، في حين أن مشاركة جيشها في النزاع كبيرة. على روسيا انتهاز فرصة اجتماعات القمة المقبلة حول أزمة اللاجئين العالمية للالتزام بتحمل نصيبها من مسؤولية اللاجئين، بما يتوافق مع قدراتها.
و طالبت المنظمة روسيا بالتصدي لأوجه القصور الجسيمة في نظام طلب اللجوء الخاص بها والذي يمنع أغلب طالبي اللجوء السوريين الذين وصلوا للأراضي الروسية من الحصول على الحماية التي يستحقونها بموجب القانون الدولي. لم تعرض روسيا منذ عام 2011 إعادة توطين لاجئين سوريين، وادعى المسؤولون الروس أن مسألة استقبال لاجئين سوريين في روسيا "ليست على الأجندة".
قال بيل فريليك مدير برنامج اللاجئين في هيومن رايتس ووتش: "روسيا متورطة بقوة في النزاع السوري لكنها لم تفعل شيئا يُذكر في مساعدة 11 مليون إنسان فقدوا ديارهم ومعاشهم نتيجة للنزاع. روسيا لديها الموارد لأن تفعل أكثر من ذلك، لكن لم تُظهر بعد أية بادرة على تحركات متناسبة مع قدراتها".
أصدرت منظمة "أوكسفام" الخيرية الدولية "تحليل حصص المساهمة العادلة" على مدار السنوات القليلة الماضية، فيما يخص المساعدات السورية. حسابات المنظمة التي تستند إلى إجمالي الدخل القومي، من بين جملة عوامل أخرى، توصلت إلى أن نصيب روسيا من عبء تمويل الأعمال الإنسانية هو في حدود 13 بالمائة، ولكنها لا تساهم إلا بـ 1 بالمائة من نصيبها العادل من المساهمات، وهي أدنى نسبة من بين 32 دولة مشمولة بالدراسة.
وثقت هيومن رايتس ووتش باستفاضة هجمات نُفذت في سياق الحرب على الشعب السوري بدعم روسي أدت إلى تعريض المدنيين للخطر. قامت القوات الروسية – في عمليات مشتركة مع قوات الأسد – بمهاجمة مستشفيات ومدارس، واستخدمت ذخائر عنقودية وأسلحة حارقة، وهي أصناف من الأسلحة المحظورة دوليا، كما شنت هجمات عشوائية، مؤكد أن روسيا لم تُظهر اهتماما يُذكر بمساعدة المدنيين بعد تعرضهم للنزوح.
بحسب "وكالة الهجرة الاتحادية الروسية"، فإن نحو 12 ألف سوري يتواجدون في روسيا، بينهم طلاب لديهم تأشيرات إقامة سارية أو أشخاص معهم تأشيرات عمل، وبينهم أيضا من كانوا يعيشون في روسيا من قبل بدء النزاع. لكن حتى أبريل/نيسان، حصل سوريان لا أكثر على وضع لاجئ، وهذا منذ عام 2011، وحصل نحو 1300 آخرين على حماية لاجئين مؤقتة، وهو فئة حماية أدنى درجة. هناك نحو 2000 شخص ذكرت التقارير أن لديهم شكل من أشكال الإقامة القانونية، لكن يعيش الآلاف غيرهم دون تنظيم أوضاعهم.
قال فريليك: "رغم أن الحكومة الروسية تبدو مسرورة بإرسال قواتها للمشاركة في النزاع، إلا أنها ترفض تحمل نصيبها من المسؤولية تجاه المستضعفين الذين يفرون من ديارهم بحثا عن السلامة. يمكن لروسيا أن تزيد من إسهاماتها وأن تساعد السوريين النازحين على العيش في كرامة وسلام - بل هي مُلزمة بذلك".