دبلوماسي أمريكي: "حزب الله" يتجنب اندلاع حرب جديدة مع "إسرائيل"
غرد الدبلوماسي الأميركي دانييال شابيرو عبر منصة "تويتر" حول التطورات الأخيرة بين "إسرائيل" وحزب الله، موضحاً أن تبادل الضربات الهجومية الأسبوع الماضي يؤشر إلى حد ما، لاستمرار نجاح سياسة الردع التي تنتهجها إسرائيل، ولكن من المحتمل أيضاً أن تؤدي لاندلاع صراع شامل، وهو ما تسعى إسرائيل لإرجائه منذ فترة لكنه يبقى أمراً حتمياً.
وأضاف شابيرو، الذي شغل منصب السفير السابق للولايات المتحدة لدى إسرائيل، قائلاً إنه منذ نهاية حرب لبنان الثانية في عام 2006، توقع الإسرائيليون (الخبراء الاستراتيجيون والرأي العام) اندلاع أعمال عنف أخرى على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، فيما كان عدد من تكهنوا بمرور أكثر من 13 عاماً دون اندلاع صراع مسلح واسع النطاق عدداً قليلاً للغاية.
ولفت إلى أن هناك العديد من الأسباب وراء عدم اندلاع حرب بين إسرائيل وقوات حزب الله، حسب ما أوضح شابيرو، مرجحاً أن من بينها الردع الذي انتهجته إسرائيل من خلال الضربات التي وجهتها إلى حزب الله في عام 2006.
وعلى الرغم من أن هناك الكثير من الانتقادات في إسرائيل ضد شن الحرب، لكنها نجحت في جعل حزب الله ورعاته الإيرانيين يتجنبون التطلع إلى خوض جولة أخرى قبل الاستعداد لها.
واستطرد شابيرو قائلاً: تستعد إسرائيل بجدية للحرب القادمة، حتى أثناء فترات تأجيلها لأطول فترة ممكنة. وتم بالفعل تحقيق تقدم ملموس في قدراتها وعملياتها الاستخباراتية لتحديد مواقع حزب الله في جميع أنحاء لبنان، والتي أدت إلى اكتشاف وتدمير أنفاق حزب الله عبر الحدود بما يعطي إسرائيل اليد العليا.
وأضاف شابيرو أن من بين الأسباب الأخرى أيضاً تطوير قدرات إسرائيل الدفاعية الصاروخية، بتمويل من واشنطن، خاصة القبة الحديدية ومنظومة ديفيدز سلينغ، التي كانت القوات الإسرائيلية تفتقر إليها بالكامل في عام 2006، والتي تجعل ترسانة حزب الله الصاروخية أقل قوة وتأثيراً، مما كان سيكون عليه الوضع قبل القبة الحديدية، (مع ملاحظة أنه مازال هناك احتمال لقدرة ترسانة حزب الله على إلحاق أضرار كبيرة).
واستشهد الدبلوماسي الأميركي بتعهد إسرائيل أنه في أي حرب قادمة، لن تنحي المؤسسات اللبنانية الوطنية جانبا عن عمليات الردع، حيث إن حزب الله، يشن عملياته بالوكالة لإيران، لكنه يمارس هذا الدور في إطار سياق سياسي لبناني، ويتعين على حزب الله أن يتحسب لأنه سيتم إلقاء اللوم عليه (من الشيعة والأطراف الأخرى) بالتسبب في جر لبنان مجدداً إلى حرب مدمرة.
واستكمل شابيرو سرد العوامل وراء عدم اندلاع حرب واسعة النطاق، موضحاً أن حسن الحظ لعب دوراً محورياً في هذا الأمر أيضاً، شارحاً أنه في يناير 2015، قام حزب الله بشن ضربة ضد الحدود الشمالية لإسرائيل، ما أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين رداً على تصفية إسرائيل لخلية إرهابية تابعة لحزب الله في الجولان. وأشار إلى أنه كان من الممكن أن يحدث تصعيد إذا كانت محصلة القتلى أكثر من 10 جنود إسرائيليين، وهو أمر كان يمكن وقوعه بسهولة، موضحاً أنه ربما تمتع حزب الله بنفس حسن الحظ أيضاً الأسبوع الماضي.
وبالطبع، إن انتشار حزب الله في سوريا لدعم نظام بشار الأسد على مدى عدة سنوات من الحرب الأهلية كان يعني أنه كان أقل تركيزاً على إسرائيل. لكن الوضع تغير مع انتهاء عملياته في سوريا وتكثيف إيران جهودها لنشر أسلحة ضد إسرائيل من كل اتجاه، وفقاً لما جاء في تغريدات شابيرو، الذي رجح أن تطورات الأحداث هذا الأسبوع تدل على أن إسرائيل عازمة على مواصلة تأجيل الحرب لأطول فترة ممكنة، وتقليل قدرة حزب الله وإيران على إلحاق الضرر بإسرائيل، عندما تندلع حرب، بما يعني على صعيد سوريا، استمرار الحملة الرامية إلى بتر جذور وإنهاء التواجد العسكري الإيراني وبنيته التحتية المتمثلة في الدرون أو الصواريخ أو الجنود.
أما في لبنان، فهي تعني تدمير ترسانة واسعة النطاق من الصواريخ الدقيقة، التي يمكن أن تهدد الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية والأهداف الحرجة، حيث نجحت الجهود الإسرائيلية في منع جلب وإنتاج مثل هذه الصواريخ، بما يجعل الأعداد المتاحة منها تحت السيطرة على الأقل في الوقت الراهن.
وأشاد شابيرو بنجاح إسرائيل في استيعاب ضربات حزب الله الأخيرة دون وقوع إصابات (والرد عليها دون التسبب بحدوث تصعيد)، موضحاً أن كلمة السر في نجاح تلك الاستراتيجية بشكل مثير للإعجاب، يرجع إلى تنفيذ عملية إجلاء وهمية لمصابين من الجنود الإسرائيليين إلى مستشفى "رامبام"، وإفساح المجال لحزب الله لادعاء التسبب في وقوع إصابات بين القوات الإسرائيلية.
وعزا شابيرو السبب وراء كشف إسرائيل النقاب عن الخدعة، التي قامت بها قوات الجيش، إلى أنه في بلد ديمقراطي، ومع وجود مواطنين مجندين بالجيش، لا يمكن للجيش أن يخدع الرأي العام بشأن الخسائر البشرية. إن سرية العمليات أمر مفهوم، لكن يتطلع المواطنون إلى أن الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون واضحاً بشأن الخسائر، وهي القاعدة التي يتمسك بها الجيش الإسرائيلي.
ولا يبدو واضحاً، بحسب ما جاء في تغريدات شابيرو، إذا كان يمكن أن تنجح تلك العملية الخداعية، بعد أن تم الكشف عنها، بشكل جيد في المرات القادمة، لكنها تعد جزءاً ناجحاً، في هذا الظرف، من استراتيجية أكبر للتحضير للحرب القادمة، وتأجيلها لأطول فترة ممكنة، والحد من قدرات العدو عندما تندلع تلك الحرب.
وأشار الدبلوماسي الأميركي إلى أن هناك توافقا في المصالح الأميركية والإسرائيلية في هذا الصدد، حيث تدعم الولايات المتحدة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وتعارض سياسات التهديد الإيرانية. ويأتي تحرّك إسرائيل كرد فعل رئيسي ضد العدوان الإقليمي الإيراني. ويخدم نجاح إسرائيل، في عدم إشعال فتيل الحرب لأطول فترة ممكنة، المصالح الأميركية إلى حد كبير.
ودعا شابيرو واشنطن، بهدف دعم هذه المبادرة، إلى تعزيز الرسائل الموجهة إلى حكومة لبنان وروسيا وبشكل غير مباشر إلى إيران، بالتأكيد مجددا على المخاطر التي تشكلها الأعمال المتهورة لحزب الله وإيران ضد الدولة والشعب اللبناني، مضيفاً أن التنسيق في العمليات الاستخباراتية الأميركية-الإسرائيلية أيضاً يمكن أن يساعد في تجنب التصعيد وإدارة الأزمات في حال حدوث أي منها. (العربية نت).