تركيا تطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق بخصوص ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا
دعا محمد جارقجي ممثل تركيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف السويسرية، أمس الاثنين، إلى فتح تحقيق حول ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي "بي واي دي" وجناحه المسلح "واي بي جي"، الرامية لتغيير هيكلية التوزع السكاني وتقسيم البلاد وانتهاك حقوق الإنسان، وذلك حسبما ذكرت وكالة الأناضول.
وجاءت دعوة جارقجي هذه في كلمة ألقاها خلال اجتماع لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي سرد فيه باولو سيرخيو بينهيرو، رئيس اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في سوريا، تقريره الخاص عن حقوق الإنسان وآخر التطورات الحاصلة في سوريا.
وشدّد جارقجي على ضرورة إجراء مجلس حقوق الإنسان تحقيقًا مفصلًا حول ممارسات حزب "بي واي دي" الذي قام بانتهاك حقوق الإنسان في سوريا، محذراً أنّ اختطاف التنظيم للساسة الأكراد، ومحاولته تغيير نمط التوزع الجغرافي في مناطق سيطرته، سيؤدي إلى تقسيم البلاد.
وأعرب جارقجي عن امتنان بلاده لحالة وقف إطلاق النار المعلنة في عموم سوريا، لافتاً في هذا الخصوص إلى أنّ نظام الأسد ما زال يعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحتاجة، رغم وجود قرار من مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص.
وقال جارقجي إنّ تقرير بينهيرو يتضمن أدلة قاطعة على ارتكاب نظام الأسد جرائم بحق شعبه، وأنه يستهدف كافة المدنيين في البلاد بطرق مختلفة، مشيراً أنّ آلية التحقيق المشتركة للأمم المتحدة أثبتت مسؤولية النظام عن استخدام الأسلحة الكيميائية التي يعدّ استخدامها جريمة حرب.
وأضاف جارقجي أنّ نظام الأسد وتنظيم الدولة، الذي يستخدم بدوره الأسلحة الكيميائية، يتمتعان بنفس العقلية، مبيناً أنّ الأخير يشكل تهديداً خطيراً على المنطقة والعالم برمته.
من جانبها، وجهت اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في سوريا، نداءً إلى كافة الأطراف المتنازعة في سوريا، دعتهم فيه إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وعدم السماح لأي جهة باستغلال المساعدات المقدمة لخدمة مصالحها السياسية.
وفي هذا السياق قال بينهيرو إنّ اتفاق وقف إطلاق النار المعلن من قِبل روسيا والولايات المتحدة الامريكية، يبعث الأمل فيما يخص حل الأزمة السورية، وإنه ساهم في تخفيض عدد القتلى من المدنيين منذ بدء سريانه قبل أسبوع.
وأردف بينهيرو قائلاً: "السوريون يستمرون في الفرار من المعارك الدائرة في بلادهم، ونعاني صعوبة في التواصل مع الشهود العيان لأخذ معلومات عن القتلى، ونطالب دول الاتحاد الأوروبي بإزالة كافة العوائق، التي تحول دون وصولنا إلى اللاجئين المقيمين داخل أراضيها".
ولفت بينهيرو إلى تعرض 71 مركزاً صحياً في سوريا للقصف منذ مطلع العام الجاري، منها 25 مستشفىً ومستوصفاً في محافظة حلب الشمالية.
والجدير بالذكر أن نظام الأسد وحليفه الروسي استهدفوا شاحنات محملة بالمساعدات بالقرب من بلدة أورم الكبرى بريف حلب الغربي، ما أدى لاحتراق الشاحنات بالكامل وسقوط شهداء وجرحى بينهم عناصر من الهلال الأحمر.