ترجيب دولي بـ”الهدنة” القادمة و تحضيرات سياسية و اغاثية
رحبت كل من تركيا و ألمانيا و بريطانيا و الاتحاد الأوربي ، بالاتفاق الأمريكي الروسي بشأن الهدنة التي ستبدأ وفق الاعلان فجر الاثنين، و اعتبرت الجهات المرحبة أن الهدنة هي فرصة لاستكمال الحل السياسي.
و نقلت وزارة الخارجية التركية تعهد بلادها في دعم الحل السياسي في سوريا ، و أكدت أنها تستعد لتقديم مساعدات إنسانية إلى حلب عن طريق الأمم المتحدة.
وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو قد اتفق مع نظيره الروسي سيرجي لافروف ، في اتصال هاتفي أمس الجمعة، على أهمية التزام كل الأطراف بتنفيذ وقف الأعمال القتالية في سوريا واستئناف عملية التفاوض.
ودعا وزير الخارجية الألماني، في بيان كل أطراف الصراع في سوريا وفي المنطقة إلى " الالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها الآن بين واشنطن وموسكو ووقف القتال في موعد أقصاه بعد غد الاثنين". وتابع الوزير الألماني: "في حال أمكن تطبيق وقف إطلاق النار في كل أنحاء البلاد، فإن ذلك سيكون بمثابة فرصة جديدة وحقيقية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية المطلوبة بشكل ملح إلى مئات آلاف الأشخاص المحتاجين".
فيما رحب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بالاتفاق الامريكي الروسي، أما مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي فيديريكا موغيريني قد طالبت الأمم المتحدة باعداد الأسس المتعلقة بالانتقال السياسي.
في الوقت الذي أكد فيه المبعوث الأممي إلى سوريا استسيفان دي مستورا أن يوم ٢١ الشهر الجاري سيكون يوم مفصلي في المفاوضات السورية، و الذي سيشهد اجتماع لمجلس الأمن لبحث الخطوات التنفيذية للانتقال السياسي في سوريا.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات قد أكدت أنها لم تتسلم اي نص رسمي عن الاتفاق الامريكي الروسي، بشأن الهدنة المزمع تطبيقها فجر يوم الاثنين القادم، مشددة على أنها لن تقدم على أي رد قبل الاجتماع مع كافة مكونات الثورية.
و قالت الهيئة، في بيان صادر عنها، أنه في حال استلامها نص الاتفاق الذي جرى فجر اليوم بين وزيرا خارجية أمريكا و روسيا في جنيف ، فإنها ستجري دراسة تفاصيله ومعرفة آليات وضمانات تطبيقه، مؤكدة على أنه قبل إعطاء اي رد رسمي ستجتمع الهيئة مع المكونات السياسية والمدنية وقيادات الجيش الحر والفصائل الثورية للتشاور في هذا الامر.
بيان الهيئة جاء بعد وقت قصير على تصريح من باسمة قضماني الهيئة و التي أكدت ترحيبها بالاتفاق و رأت فيه أنها هاىة “محنة” المدنيين ، مبدية قلقها ، لافتة إلى ضرورة أن يكون هناك ضغط روسي على الأسد للالتزام بالهدنة ، معتبرة أنه السبيل الوحيد لتنفيذها.
و أشارت قضماني إلى أن ”عندما تم تثبيت وقف الأعمال العدائية في شباط، أعلن - 100 فصيل - احترام ذلك” لكن الهدنة انتهكت من قبل النظام.
و شددت قضماني على أن مفتاح التطبيق يكمن في انهاء استراتيجية الأسد في القتل و الحصار، لافتة إلى أن ذلك يساعد في “نأي الجماعات المعتدلة عن الجماعات المتطرفة”، مؤكدة أن الهيئة ستقوم بدور في هذا المجال.
وتبدأ مساء يوم الأحد - فجر الاثنين هدنة جديدة في سوريا ، بعد أن توصل الجانبان الأمريكي - تاروسي إلى اتفاق بعد اجتماعات ماراثونية، أفضت في ساعات فجرالأولى اليوم إلى اتفاق الهدنة.
الهدنة ستكون لمدة اسبوع تجريبي ، وفق توضيح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي قال أنه في حال صمدت هذه الهدنة “أسبوعاً”، فإن القوات الأميركية ستوافق على التعاون مع الجيش الروسي في سوريا.
وقال كيري ، في مؤتمر صحفي بعد جولة ماراثونية جديدة من المفاوضات، إن “الولايات المتحدة وروسيا تعلنان خطة، نأمل، بأن تسمح بالحد من العنف” وفتح الطريق أمام “سلام عن طريق التفاوض وانتقال سياسي في سوريا”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة موافقة على القيام بخطوة إضافية لأننا نعتقد أن لدى روسيا وزميلي (لافروف) القدرة للضغط على نظام الأسد لإنهاء النزاع والذهاب إلى طاولة المفاوضات”.
من جهته، أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أن الخطة الروسية الأميركية “تسمح بالقيام بتنسيق فعال لمكافحة الإرهاب، وفي حلب أولاً، كما تسمح بتعزيز وقف إطلاق النار. كل ذلك يخلق الظروف الملائمة للعودة إلى العملية السياسية”.
أقرّ لافروف بأنه لم يكن قادراً على ضمان نجاح الخطة الجديدة “100 في المئة”، خصوصاً بعد مبادرة روسية أميركية سابقة، حظيت بموافقة الأمم المتحدة في شباط/فبراير، لم يطل أمدها وأعقبها ازدياد في العنف.
وإلى جانب مكافحة تنظيم الدولة، اتفق الطرفان على تعزيز العمل ضد جميع القوى الجهادية، خصوصاً “جبهة فتح الشام”.
وسيبدأ التعاون العسكري بين البلدين، في حال صمدت الهدنة، من خلال تبادل المعلومات لتوجيه ضربات جوية، وهو ما كانت ترفضه واشنطن حتى الآن.
أعلن لافروف عن إنشاء “مركز مشترك” روسي أميركي لتنسيق الضربات “سيعمل فيه عسكرون وممثلون عن أجهزة الاستخبارات الروسية والأميركية لتمييز الإرهابيين من المعارضة المعتدلة”.
وأوضح وزير الخارجية الروسي “سنتفق على الضربات ضد الإرهابيين من قبل القوات الجوية الروسية والأميركية. وقد اتفقنا على المناطق التي سيتم فيها تنسيق تلك الضربات”.