بحجة تقديم أكبر قدر من المساعدات الإنسانية للسوريين ... الأمم المتحدة تُقر بتعاونها مع نظام الأسد
أقرّت الأمم المتحدة أمس الخميس، بتعاون وكالتها الإنسانية العاملة في سوريا مع نظام الأسد، وقالت إن هدفها هو تقديم أكبر قدر من المساعدات الإنسانية للسوريين، جاء ذلك في تصريحات أدلى بها للمتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة استيفان دوغريك، للصحفيين في مقر المنظمة الدولية بنيويورك.
يُذكر أن صحيفة “الغارديان” البريطانية نشرت تقريراً ذكرت فيه أن العشرات من هيئات المجتمع المدني العاملة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية في سوريا أعلنت تعليق تعاونها مع الأمم المتحدة احتجاجاً على موقف المنظمة من الأسلوب الذي تعمل به بعض الوكالات التابعة لها في هذا البلد وتعاونها مع شركات ورجال أعمال على صلة قريبة من نظام الأسد هناك، مشيرة إلى أن هذه المنظمات أرسلت خطاباً إلى الأمين العام بان كي مون عن طريق مكتب شؤون الإغاثة في تركيا طالبت فيها بإجراء تحقيق يتسم بالشفافية حول هذا الأمر.
وفي هذا الصدد، دافع دوغريك عن موقف الأمم المتحدة إزاء قيام 73 منظمة من جمعيات المجتمع المدني وهيئات الإغاثة العاملة في سوريا بتعليق التعاون مع منظمته في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين السوريين.
وقال: “لقد تلقينا بالفعل خطاباً من تلك المنظمات، لكن علينا أن نتذكر أن وكالات الأمم المتحدة تعمل في ظل ظروف سياسية خاصة داخل سوريا… نحن نعمل في منطقة صراع.. ونؤكد أن أي شيء نقوم به هناك إنما نؤديه بمنتهي الشفافية والحيادية.. إن تركيزنا كان وسيبقي دوماً هو تسليم أكبر قدر من المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب السوري”.
ورداً على أسئلة الصحفيين بشأن مطالبة منظمات الإغاثة السورية في خطابها بفتح تحقيق خاص في تورط وكالات الأمم المتحدة الإنسانية في العمل مع شركات ورجال أعمال مقربون من نظام الأسد، أجاب دوغرريك: “لقد استلمنا الخطاب ونقوم بدراسته حاليا.. نحن نعمل في بيئة شديدة الخصوصية.. إن دمشق وحكومات أخرى تفعل ذلك أيضاً.. إنهم يقدمون لنا قائمة بالشركات السورية المصرح لها بالعمل معنا في مجال تقديم المساعدات الإنسانية ونحن نقوم فقط بالاختيار من بين تلك الشركات وذلك بناء على قدرتها وطاقاتها الاستيعابية”.
وأضاف “تركيزنا هو تقديم المساعدة بغض النظر عن الانتماءات السياسية أو العرقية أو الدينية أو المذهبية. نحن نعمل أيضاً في أماكن لا تخضع لسيطرة نظام الأسد، وقد أنجزنا عدداً لا بأس به من تسليم المساعدات”.
ولفت دوغريك الانتباه إلى أن “غالبية الأفراد الذين يعلمون في الشركات التي قيل إنها تابعة لنظام الأسد “هم من السوريين أنفسهم، وهؤلاء يعرضون حياتهم للخطر حين يقومون بذلك”.
وتابع “سوف نستمر في حوارنا مع منظمات الإغاثة السورية التي وقّعت على هذا الخطاب، وكما قلت لقد تلقينا تواً هذا الخطاب وسوف نلقي نظرة عليه وسوف يكون تركيز الأمم المتحدة دائماً هو تقديم أكبر قدر من المساعدة للسوريين”.