"الشيطان" يكمن في التفاصيل .. تعالي الأصوات المنتقدة للاتفاق الأمريكي – الروسي حول سوريا
لخص سياسيون أمريكيون من منتقدي ، الاتفاق الأمريكي – الروسي حول سوريا ، بأمرين اثنين أولهما أن روسيا لاتزال تريد الأسد في السلطة و ثانيهما عدم الثقة بالرئيس فلاديمير بوتين في احترام أي قرار .
ووصف عدد من المسؤولين العسكريين ومن مسؤولي المخابرات الأمريكيين، وفق تقرير مطول نشرته وكالة "رويترز"، الخطة بالساذجة وقالوا إن كيري يخاطر بالوقوع في الفخ الذي نصبه بوتين لتشويه سمعة الولايات المتحدة لدى المعارضة السورية المعتدلة ودفع بعض مقاتليهم إلى أحضان تنظيم الدولة وغيرها من الجماعات التي تعتبرها أمريكا متطرفة".
ويركز مقترح الاتفاق على تبادل واشنطن وموسكو لمعلومات المخابرات من أجل تنسيق الضربات الجوية ضد جبهة النصرة ومنع طيران الأسد من مهاجمة المعارضة المعتدلة، إضافة للتمهيد لحل سياسي نهائي في سوريا.
وقال فيليب جوردون مستشار البيت الأبيض السابق لشؤون الشرق الأوسط والذي يعمل الآن لدى مؤسسة مجلس العلاقات الخارجية البحثية "ثمة أسباب للتشكك كما هو الحال مع أي نهج في سوريا لكن أولئك الذين ينتقدون هذه الخطة على أنها لا يمكن أن تنجح أو أنها معيبة لأسباب أخرى مثل العمل مع روسيا عليهم مسؤولية تقديم شيء أفضل أو أكثر فعالية."
ويقول منتقدو كيري إن الخطة بها عيوب ويرجع ذلك جزئيا لأنها على وضعها الحالي ستترك للروس وللسوريين مطلق الحرية في استخدام القوات البرية ونيران المدفعية ضد الجماعات المعتدلة التي تحارب قوات الأسد.
ويضيف المنتقدون أيضا إن استهداف جبهة النصرة صعب لأن مقاتليها في بعض المناطق يمتزجون بمقاتلي جماعات معارضة أكثر اعتدالا.
وقال مسؤول أمريكي، لـ"رويترز"، طلب عدم نشر اسمه "هذا يؤكد مشكلتين أساسيتين يبدو أن كيري يتجاهلهما... الأولى: هدف الروس في سوريا لا يزال إما إبقاء (الرئيس السوري بشار) الأسد في السلطة أو إيجاد خليفة ما مقبول بالنسبة لهم... والثاني: أثبت بوتين مرارا وتكرارا ليس فقط في سوريا أنه لا يمكن الوثوق به في احترام أي اتفاق يبرمه إذا قرر أنه لم يعد في مصلحة روسيا."
وذكر دبلوماسي أوروبي أن كيري ولافروف اتفقا على صياغة خارطة تبين مواقع نشاط جبهة النصرة.
وقال الدبلوماسي لرويترز "سيقرر الجانبان عندئذ من خلال التحليل المشترك من المستهدف... من خلال وضع الولايات المتحدة في غرفة التخطيط نفسها على موسكو حينها ضمان أن طائرات الأسد أوقفت القصف."
وأضاف الدبلوماسي "أنه متفائل بطريقة كيري لكن الشيطان يكمن في التفاصيل وأنهم غير مقتنعين بأن موسكو جادة."
قال أندريه كليموف نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس الأعلى للبرلمان الروسي إنه حتى إذا تم الاتفاق على الخطة فإنها ستكون لفترة قصيرة فقط حتى تتولى الإدارة الأمريكية الجديدة زمام الأمور. وتنتهي فترة رئاسة أوباما في يناير كانون الثاني.
وقال كليموف لرويترز "أخشى أن الأسد يتوقع ألاعيب من الأمريكيين... كانوا يقولون دائما إنه منبوذ... والآن هم على وشك أن يقولوا للأسد ‘أنت تعرف... رجاء قدم لنا إشعارا مسبقا قبل يوم واحد من قيام قواتك الخاصة بتدمير شخص ما.‘"
وأضاف كليموف "في كل مرة نتحدث إلى الأسد علينا إقناعه وتقديم حجج وضمانات إضافية... لا يمكننا أن نعطيه أوامر فهو على أرضه."
وقال المسؤول الأمريكي الثاني "ما يلفت النظر ليس ما قاله كيري لكن ما أخفق في قوله" مضيفا أن كيري استبعد "حقائق مزعجة" بشأن الانتهاكات الروسية.
وقال روبرت فورد السفير الأمريكي السابق لدى سوريا وهو الآن زميل بارز في معهد الشرق الأوسط للأبحاث في واشنطن لرويترز إنه سواء كانت نية موسكو سيئة أو أنها تفتقر إلى النفوذ "ليس من الواضح بالنسبة لي أن الروس يمكنهم تنفيذ الجانب الخاص بهم في الاتفاق."
وقالت بسمة قضماني عضو الهيئة العليا للمفاوضات لرويترز في واشنطن الأسبوع الماضي "وضعت إدارة (أوباما) رهانها على التعاون بحسن نية مع الروس بنتائج مخيبة للآمال حتى الآن."