بعد تقرير ينتقد “أدائها”.. الحكومة الأردنية تطلق حملة “العودة إلى المدارس” لفتح المجال أمام اللاجئين لمواصلة تعليمهم
بعد ٢٤ ساعة على تقرير منظمة حقوقية أدانت فيها سوء ادارة الأردن للملف تعليم أبناء اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها ، أعلنت الحجكومة الأردنية و منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونسيف”عن اطلاق حملة معاكسة حملة عنوان “العودة إلى المدارس”، لا تستهدف السوريين في الأردن فحسب و إنما كل اللاجئين النتواجدين على أراضيها.
الأردن و عبر وزارة التربية سيعمل على استقطاب الطلاب اللاجئين عن طريق تحويل 102 مدرسة إلى نظام العمل بفترتين، ليصبح عدد المدارس التي تعمل بنظام الفترتين 200 مدرسة، وفق ما ذكر الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم الأردنية، وليد الجلاد، لصحيفة الشرق الأوسط .
أوضح الجلاد أن هناك 145 ألف طالب سوري يتعلمون في مدارس تابعة لوزارة التربية والتعليم الأردنية،وأن التقديرات تشير إلى وجود 90 ألف طفل لاجئ خارج مقاعد الدراسة معظمهم سوريين، وأن الأردن تعمل على إلحاقهم بالمدارس، متوقعًا أن يسجل أكثر من 50 ألف طالب في العام الدراسي المقبل.
في حين قالت منظمة هيومن رايتس وتش، في تقرير صادر عنها أمس، و الذي حمل عنوان "نخاف على مستقبلهم: حواجز تعليم الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن”، أن أكثر من ثلث الأطفال السوريين المسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين " لم يتلقوا أي تعليم رسمي في السنة الدراسية الماضية"، أي "80 ألف من أصل 226ألأف طفل”.
و سردت المنظمة الحقوقية ١١ سبباً حال دون تمكن ابناء اللاجئين السوريين من الحصول على التعليم ، مطالبة الأردن بتغيير إجراءاتها من أجل السماح لمزيد من أبناء اللاجئين السوريين بالالتحاق بالعام الدراسي المقبل.
وقالت المنظمة ، في تقريرها، إن الأردن يطلب من اللاجئين السوريين الذين لا يعيشون في مخيمات بتقديم “بطاقات خدمة” تصدرها وزارة الداخلية من أجل الالتحاق بالمدارس الحكومية، لافتة إلى أن اللاجئين الذين تركوا المخيمات بشكل غير رسمي بعد تموز/ يوليو 2014 ليس باستطاعتهم الحصول على مثل تلك البطاقات ما لم يعمل قريب أردني يزيد عمره على 35 عاما كضامن.
وقالت المنظمة إن أكثر من ثلث أبناء اللاجئين ممن هم في سن الدراسة والمسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة للاجئين في الأردن (أكثر من 80 ألفا من 226 ألف طفل) ليسوا ملتحقين بالتعليم الرسمي خلال العام الدراسي الماضي.
وقال بيل فان إيسفيلد، كبير باحثي حقوق الأطفال في المنظمة إن “الأردن اتخذ خطوات صعبة وجديرة بالملاحظة لإلحاق أبناء اللاجئين السوريين بالمدارس، لكن الكثيرين ممن فروا من رعب الحرب في سورية ما زالوا بعيدين عن التعليم والمستقبل الذي يوفره”.
وذكرت المنظمة أن السوريين وصفوا ظروفا قاسية يمرون بها بالمخيمات بما في ذلك مدارس بدون كهرباء أو مياه جارية أو تدفئة أو نوافذ.
وقالت المنظمة إن “الضغط على الأطفال من أجل العمل يزيد لدى تقدمهم في السن. وهناك نحو 5500 فقط مما يقدر بـ25 ألفا ممن هم في سن المدارس الثانوية أدرجوا في التعليم الرسمي العام الماضي”.
وأضاف التقرير أن نسبة زواج الأطفال تضخمت كذلك من 12% إلى 32% على الأقل من بين زيجات السوريين المسجلة في الأردن منذ عام 2011.
وقالت المنظمة: “تواجه الفتيات عقبات إضافية في التعليم حيث يقلق الآباء بشأن سلامة الفتيات الأكبر سنا أثناء ذهابهن إلى المدارس″.
وحذر فان إيسفيلد من “جيل ضائع″ من الأطفال والشباب السوريين، ووصف ذلك الوضع بأنه كارثة على مستقبل حقوق الإنسان في المنطقة