في مؤتمر "القاهرة" .. حضر الجميع إلا "الثورة"
في مؤتمر "القاهرة" .. حضر الجميع إلا "الثورة"
● مقالات رأي ١٠ يونيو ٢٠١٥

في مؤتمر "القاهرة" .. حضر الجميع إلا "الثورة"

مع تقليب أوراق و مخرجات مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية ، نجد الغياب التام لأي فكرة أو منطق للمحاسبة وإحالة من قتل و دمر و شرد و هجّر ملايين السوريين ، من اعتقل و غيّب مئات الآلاف ولازال كذلك ، غيابٌ تام لأي حديث عن إنهاء كل الطغمة الموجودة حالياً ، و قطع دابر أي بقايا لها مهما كانت صغيرة أو كبيرة.

في مؤتمر القاهرة لم يتم التطرق إلا لشيء وحيد "لامكان للأسد في شخصه في مستقبل سوريا" ، "إلغاء الوجود" لا يعني أن يتم محاسبته ، أو حتى مسائلته على ما فعله ، إلغاء وجوده في المستقبل كشخص ، لا كهيكل ، لا كنظام ، لا كمجموعة حكم فاسدة و مفسدة ، و الأهم قاتلة و مشردة و مُغيّبة ، مجموعة كانت سبب بإنهاء أي مستقبل للحياة لكافة السوريين ، كل هذا يكون طبيعي إذا ما علمنا أن حتى إدراج "لامكان للأسد في مستقبل سوريا" كان بحاجة لسيل من النقاشات و الخلافات حتى خرج بهذا الشكل وفق المثل : "لايموت الديب و لايفنى الغنم" .

في مؤتمر القاهرة الذي ضم 200 شخصية معارضة كأشخاص لا هيئات ، كأفراد لا جماعات ، كدعاة سلام لا حرب ، كمنادين للحرية تحت أي راية إلا راية الثورة ، كمجتمعين تحت ثوب الدكتاتورية العسكرية ليصلوا إلى الحرية المعسكرة .

في مؤتمر القاهرة دعوا من يريد السلام و الحرية ، للإنضمام لهم و تأييد وجهة نظرهم ، وعليه أن يترك دمه يسال و أخوانه الذين قتلوا في قبورهم دون الإقتصاص من المجرم ، فالحياة التي ينشدون لاتحتمل تلك الترهات ، فالحرية التي ينشدون مقبولة لو شارك بها المستبد ، فالحرية التي يركضون ورائها لا مكان فيها لأي حديث عن ظلم و ظالم و مظلوم ، وكذلك عن دم يسيل و نهر جارٍ من القهر ، فالحرية التي ينشدون مبنية على المسامحة لجميع القتلة ، و منحهم مكافئة بالمشاركة بالحرية الجديدة .

من الينود الـ27 لمؤتمر القاهرة يتم التركيز على سوريا المستقبل ، التعددية ، البرلمانية ، الديمقراطية ، التشاركية ، المساواة التامة بين الجميع ، وحتى المساواة بين القاتل و المقتول ، و مشاركة القاتل في حكم المقتول من جديد ، الحرية المصبوغة بدم المقتول و يحمل رايتها القاتل .

الحرية في مؤتمر القاهرة هي محاربة "التنظيمات الإرهابية " ، من خلال الإنضمام و التوحد بين القاتل و المقتول ، ليعود القاتل ليقتل المقتول مرات و مرات ، يبدو أن المؤتمرون في القاهرة ، لم يعرفوا الإرهاب و لم يحددوه ، لذا سهلوا الأمر على أنفسهم ، و إختاروا تعريف القاتل له ، و ساروا على طريقه .

في مؤتمر القاهرة ، يبرئ الأسد و يمنح جائزة نهاية خدمة ، و يمنح رجالاته البراءة و التقديس ، و العودة من جديد لقيادة الدفة ، بمشاركة رافضي "الإرهاب" ...

في مؤتمر القاهرة لامكان فيه لـ"الإرهاب" ... في مؤتمر القاهرة لم يكن هناك مكان لـ"المقتول" .. في مؤتمر القاهرة قتل و إرهاب و إنهاء أي وجود لقيادة مستقبلية لسوريا مترابطة مع الشعب ، و لن تكون هناك قيادة سياسية مالم تقتنع بأن "المظلوم لم يهنئ مالم يتيقن و يرى عقوبة الظالم ..."

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ