فصائل التشبيح الفلسطينية في سوريا الثورة .. تاريخ حافل بالخيانات في الماضي والحاضر!!!
فصائل التشبيح الفلسطينية في سوريا الثورة .. تاريخ حافل بالخيانات في الماضي والحاضر!!!
● مقالات رأي ٣ ديسمبر ٢٠١٦

فصائل التشبيح الفلسطينية في سوريا الثورة .. تاريخ حافل بالخيانات في الماضي والحاضر!!!


منذ بدء الربيع العربي و الحراك الشعبي الذي عم المنطقة، كانت أغلب نتائج تلك التحركات سريعة بقلب أنظمة الحكم باستثناء الحراك الشعبي السوري الذي طال لأكثر من خمس سنوات و مازال مستمراً، ولأنها لم تكن ثورة ذات نتائج سريعة تكشفت الكثير من الحقائق و سقطت العديد من الأقنعة في شتى المجالات سواءً على صعيد الإعلام و الدول المدعية للحرية و الديمقراطية و دول حلف الممانعة المزعوم و أصدقاء سوريا، كما برزت هشاشة المنظمات الإنسانية و الدولية و تحيز بعضها بشكلٍ واضح ٍ لصالح نظام البعث، و نتيجةُ لذلك أطلق بعض المهتمين و النشطاء اسم "الثورة الكاشفة" على الثورة السورية.
كان من أبرز المنظمات و الكيانات التي تعرت تماماً و سقطت عنها الأقنعة التي كانت تستر دناءتها و ارتزاقها هي بعض منظمات و فصائل التشبيح الفلسطينية في سوريا، والتي كانت تصدع زؤوسنا على مدى سنين بالشعارات الوطنية و رفض الظلم و الاضطهاد وسلب الحقوق و قمع الحريات العامة.
و كان لتنظيم "فتح الانتفاضة" النصيب الأكبر بتكشف إجرامه و وضوح حجم الارتزاق المؤسس عليه و مدى التعيش على حساب دماء الشعوب و الشهداء و بيع كل الشعارات و العنتريات مقابل مصالح شخصية دنيئة، فلهذا التنظيم تاريخٌ أسود منذ النشأة الأولى حيث نشأ بعد خيانته لحركة فتح و مؤسسها ياسر عرفات "أبو عمار" و الإجرام الذي افتعله في معارك البقاع و طرابلس و انتهاجه سياسة التشبيح على الفلسطينيين و مناصري أبو عمار والرافضين لخيانته و استخدام السلاح بوجه بوجه من يقف ضد مشروعهم السلطوي و مكاسبهم الشخصية، كما تعاون مع أقذر حركات و تنظيمات المنطقة مثل: حركة أمل و الجبهة الشعبية "القيادة العامة"...... إلخ في حرب المخيمات بين عامي 1985 – 1988 .
كما لا يخفى على المتابع لتلك التنظيمات الاتهامات و الفضائح الموجهة من عناصر التنظيم لبعضهم البعض بالفساد وحجب الأموال و مستحقات المعتقلين و السرقات و ابتزاز المناضلين بلقمة العيش، فبعد جميع هذه الاشارات السوداء على نشأة هذه الحركة، قامت على أساس الارتزاق و التشبيح و بيع الشعارات وإيهام الناس بأنهم مستهدفون من قبل الكيان الصهيوني وهم في الحقيقة لا يشكلون خطراً إلا على أنفسهم.
كل ذلك كان سبباُ بعدم استغراب الأشخاص الذين عاشوا مع هذه الحركة في سوريا من موقفهم مع نظام الأسد ومساندته سياسياً وعسكرياً من خلال جناحها العسكري المسمى "قوات العاصفة" الذي شارك بعمليات قتل الشعب السوري و الفلسطيني الثائر على حدٍ سواء، كما كان لها دورها الكبير في لجان التشبيح و الإجرام في مخيمي اليرموك و فلسطين في العاصمة دمشق على وجه الخصوص .
و كان النصيب الأكبر لكسب رضا النظام هو للجبهة الشعبية  "القيادة العامة" بقيادة أحمد جبريل الذي بذل قصارى جهده لمساعدة نظام الأسد في قتل و قمع الشعب المطالب للحرية و اعتقال كل من يبدي رأياً رافضاً تلك الممارسات الإجرامية بحق الشعوب، كما كان على استعدادٍ تامٍ للتضحية بالشعب الفلسطيني من خلال نفس الشعارات التي نشأ عليها ألا وهي المناداة بحق العودة و دفعهم للاتجاه نحو فلسطين وهم عزل و ذلك كله لشغل الإعلام العالمي والعربي عما يحدث في سوريا في بداية اندلاع الثورة السورية.
و في ظل تورط تلك التنظيمات مع نظام الأسد أطلق نشطاءٌ فلسطينيون نداءاتٍ لقيادة جيش التحرير  متمثلةً باللواء محمد طارق الخضراء بعدم زج جيش التحرير "المعد ليكون خط الدفاع الأول في وجه اسرائيل" بعمليات قتل الشعب السوري و الفلسطيني الثائر، و لكن للأسف فالواقع يثبت بأن جيش التحرير كان جزءاً أساسياً في هذه العمليات في منطقة تل كردي و عدرا في ريف دمشق حيث بذلك أضل جيش التحرير طريق تحرير فلسطين ونسوا إسرائيل !!
كما أصبحت تلك التنظيمات بما فيها جيش التحرير تتسابق لإظهار فدائيتهم و بطولاتهم للأسد على حساب الشعوب بما فيهم الشعب الفلسطيني الحر الذي لم يقبل بخيانة دماء إخوته الذين عاش وتربى معهم، فكان ذنبه الوحيد بأنه رفض مناصرة نظام فاشي قتل من الشعب الفلسطيني أكثر مما قتلت إسرائيل "العدو التقليدي".
في نهاية الأمر سقطت تلك التنظيمات في عيون الشعوب الثائرة و الحرة كما سقطت معها شعاراتها الواهية، ولكن السؤال الأبرز ما هو مصير تلك التنظيمات بعد السقوط الفعلي لنظام الأسد و كل من حالفه و خان شعبه مقابل دعم مادي و نسي أن الشعب هو الداعم الحقيقي لأي جهة تدعي حمايته أو المطالبة بحقوقه , فكانت حقاً كما سميت "الثورة الكاشفة".

الكاتب: ايهاب الحصري
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ