عندما يتنصل نائب رئيس الائتلاف من منصبه .. ويبحث عن مبرر بمقالة بكل بساطة ..!؟
قد يكون من غير المناسب أن أتحدث بقضية متعلقة بالائتلاف، في هذا الوقت الذي نلملم فيه شظايا أرواحنا مما يجري في حلب، ولكن عندما يصر نائب رئيس الائتلاف الافلات من مسؤولياته والاقدام على الاستقالة في هذا التوقيت، عبر مقال “مأجور” في صحيفة عربية، يجعل من الأمر مثار حنق.
قررت نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري سميرة مسالمة، تسليم مقاليد منصبها، في توقيت، بالحقيقة، يدل على مدى شعورها بالمسؤولية المناط بها، حيث انتهجت اسلوب “التهذيب” و الشتم الجماعي لكامل “الائتلاف” بعموميات لا طائل منها ولا شيء واضح فيه، والأخطر من ذلك أن تعتذر للشعب عن أخطاء لم تقلها ولاتوضحها، بل اكتفيت بتلك العموميات العمياء التي اعتاد كل من تسلم منصب يتعلق بالشعب الكليم، لفظها وتكرارها.
بمقالة مطولة نشرتها نائب رئيس الائتلاف السابقة في صحيفة “العربي الجديد”، التي تمنح مقابل نقدي على المقال الذي ينشر فيها، تحدثت عن خذلان المعارضة السورية عموماً، والائتلاف على وجه الخصوص، وسردت نقاط التراخي والسلبيات من غياب للتنظيم و الهيكيلية الادارية في أروقة الائتلاف، وصولاً إلى أخطاء بالتعامل مع الفصائل، مع التركيز على وجوب لفظ النصرة، ولم تنس، النائب السابق، أن تتحدث عن سوء المقاربة مع القضية الكردية.
وفات النائب السابق أن تذكر بما أخطأت كشخص، تبعاً لمنصبها، وعن أي شيء تطلب الغفران والمسامحة من الشعب السوري، فلم أجد في سردها أي ذكر لخطأ فردي، وإنما الأخطاء اجتمعت في تلك المنظومة اللعينة، التي يدخلها في البداية الجيدون والنشيطون، و يخرج منها المنزهون عن الأخطاء.
النائب السابق في الائتلاف، صدعت رؤوس جميع من حولها بالاسلامين و المتشددين ، وأولئك الرافضين لحاسرات الرأس والمؤمنين بالعلمانية التنويرية، اذ من المفروض أن تطغى الفئة الأخيرة و يفنى كل من يعارضها و لو كانوا السواد الأعظم من الشعب.
وتاريخ النائب السابق كـ”صحافية” رفيعة المستوى قبل الثورة ، لم نر فيه، كإعلاميين، أي تغيير في منهجية أو آلية في لتعامل الائتلاف معنا، اذ بقي الحال على ماهو عليه، و لم ينهل أي من كوادر الائتلاف من خبرتها و قدراتها، و حتى إن حاول الاعلام الثوري التقرب فإنه لن يجد استجابة، و لعل ما حدث مع أحد الزملاء خير دليل على الحنكة الاعلامية التي تمتلكها نائب الرئيس ، عندما رفضت التصريح له بحجة “لا أصرح لوسائل اعلام عادية”، و لكن تجدها في كل منبر غير ثوري حاضرة و بقوة وبشكل مستمر.
ولا يكفي عندما مغادرتك للمؤسسة أن تكتفي بشتم هذه المؤسسة، لاسيما في حالة نائب رئيس الائتلاف “سميرة مسالمة”، التي لانعرف لماذا دخلت الائتلاف حتى نعرف و نخمن أسباب الخروج، ولاسيما في مؤسسة كالائتلاف يتعلق بها ملايين الشهداء والمعتقلين والمشردين في أصقاع الأرض.
ليس بوسعنا الحديث في ظل ظروف حلب المحطمة للأفئدة، عن أخطاء بعض ممتطي المعارضة والراغبين بالسيطرة والظهور والاستفادة، ولكن وجب ذكرهم وتذكيرهم أن الثورة هي ثورة شعبية تقبل الجميع وتتقبلهم.
في العموم من لفظ الثورة باسلوب التعالي، فإن الثورة ستلفظه حتماً، و الأهم أن تغيير الأماكن والتواجد بتسميات جديدة مستقبلية، لن يمحي التاريخ في أذهان شعب يعرف جيداً كل من قتله و خذله.