عندما "تستحمرنا" الفصائل وعلينا أن نهز رؤوسنا مصدقين
لا يمكن وصف المشهد الذي انتابنا كنشطاء عند مشاهدتنا لخبر نشر عبر المعرفات الرسمية والرديفة لبعض الفصائل العاملة في الشمال السوري، فحوى الخبر أن الميليشيات الإيرانية وقوات النظام غيرت مسار عملياتها العسكرية بعد إعلان هذه الفصائل بالأمس لغرفة عمليات "دحر الغزاة".
مشهد يرسم في طياته الدرجة المنحطة في الإعلام التابع للفصائل بعد ماوصلنا إليه من انحطاط ودونية في العمل العسكري والتصدي للتقدم الذي أحرزته قوات النظام في أكثر من 400 قرية وبلدة بأرياف حلب وحماة وإدلب والفصائل جميعها تراقب النزوح والموت والقتل وسقوط المناطق دون أي إعلام أو تبيان لحقيقة مايجري من تسليم.
درجة الانحطاط في الخبر تشير بشكل جلي لاستحمارنا إن صح التعبير أو اعتبارنا قطيع من الأغنام علينا فقط أن نتلقى ماتنشر وتصرح ونهز في رأسنا فقط، وعلينا بالتأكيد أن نصدق أن الفصائل قاتلت وقاومت وقدمت وسطرت ولكن القصف واتباع النظام الأرض المحروقة هو من أسقط مناطق تقدر بأكثر من ربع محافظة إدلب خلال شهر وبضع أيام.
كان الأولى بالفصائل التي شكلت غرفة عمليات "دحر الغزاة" أو غيرها من غرف العمليات التي سبقتها أن تحترم عقول الشعب المعذب ومشاعر نصف مليون إنسان هجروا من منازلهم وأكثر من 500 شهيد قضوا بقصف الطيران الروسي قبل أن تنشر هذه الأخيار الهابطة والتي لاترقى لدرجة واحدة من المصداقية.
طيلة أشهر ونحن كنشطاء نحذر ونطالب ونناشد وندعو للتحرك والفصائل نائمة صامتة لا مصرح ولا قائد يخرج للشعب ويوضح ما يجري، بضع معارك لم تزج فيها الفصائل بربع قوتها وبضع أرتال هزيلة تحركت للجبهات كانت كفيلة بامتصاص قليلاً من غضبة الشعب المعذب المشرد الباحث عن بضع قطع خيش يصنع منها بيتاً له بعد أن هجر من أرضه.
على الفصائل اليوم ولاسيما قياداتها العليا دون استثناء أن تخرج للشعب المعذب المشرد في المخيمات وتعترف علانية فيما حصل من تسلم لكامل منطقة شرقي سكة الحديد تتمحل المسؤولية الأكبر في ذلك هيئة تحرير الشام التي كانت تسيطر وحيدة على المنطقة، وكذلك جميع الفصائل من أحرار وفيلق وجيش حر وزنكي وتركستان والتي تعد عناصرها بالألاف ولم تتحرك لصد الهجمة إلا بعد أن فات الأوان ولم تحقق أي انجاز حقيقي في وقف التمدد وسكتت طيلة أكثر من شهر حتى أتمت قوات الأسد والميليشيات هدفها من العملية ثم خرجت لتستحمرنا في خبر أقل مايقال عنه أنه مخالف للواقع.