رغم كل شيء ... أملنا بالله وبالصادقين لنصرة ثورتنا
مما لاشك فيه أن حرب الإبادة التي تمارسها روسيا شمال غرب سوريا أكبر من كل الفصائل وفوق طاقتها على المواجهة مع الفارق الكبير الذي لايمكن مقارنته بقوة روسيا وإيران، ولكن هذا ليس مبرراً بالتأكيد لسقوط مناطق حصينة ومدن كبيرة وبلدات بتضاريس جغرافية شاسعة بهذه السرعة ودون مقاومة، مع أن حرب الشوارع والمناورة ولو بأسلحة خفيفة ومتوسطة ترهق النظام وتمنع تقدمه وعلى أقل تقدير تؤخر التقدم ....
سقوط كفرنبل وقبلها سراقب ومعرة النعمان وخان شيخون كان صادماً كونها مدن كبيرة تتيح للفصائل استنزاف النظام وحلفائه وخوض حرب شوارع كبيرة على مشارفها وضمن أحيائها مع خلوها من المدنيين والتي تعطي أريحية كبيرة وفق العرف العسكري للقوات المدافعة ولكن هذا لم يحصل ... وسيأتي اليوم الذي تفتح فيه هذه الملفات ويحاسب كل من خذل أهله والصادقين الذين يقاتلون بإمكانيات بسيطة...
سياسة روسية نفسها متبعة في الالتفاف والقضم، مع غياب السلاح الثقيل والمضاد للدروع عن بعض الجبهات ووجوده على جبهات أخرى وبالتالي طرح تساؤلات كبيرة عن الأسباب وسط غياب قادة الفصائل في تبيان مايجري من وقائع وأحداث متسارعة وسقوط مناطق كان يحلم النظام في الوصول إليها ...
بالتأكيد مايجري اليوم من خسارة وتراجع هو نتاج تراكميات لسنوات طويلة من التفرقة وإرهاق أبناء الثورة بالحروب الداخلية وعمليات البغي والملاحقة وإرهاق الحاضنة الشعبية بالقصف والتشريد والاعتقال والملاحقة والتضييق تتحمله كل القوى المسيطرة من بغت ومن فشلت في ردع البغي والتوحد، وكذلك النظام وحلفائه ممن زرعوا بيننا من يضعف ويفرق صفوفنا من تنظيمات وتيارات وشخصيات وأفراد وووووو .... وكرسوا كل ما يستطيعون من تقنيات وأسلحة لقهرنا والوصول بنا لما وصلنا له اليوم من ضعف ...
ورغم كل هذا العجز الذي وصلنا له، يبقى أملنا بالله وحده وبهمة وعزيمة الصادقين من أبناء الثورة المتمسكين بمبادئهم من مقاتلين ونشطاء وثوريين ومدنيين، يرفضون الضيم والمهانة والذل والركوع للنظام، ويبذلون ما يستطيعون للذود عن الدماء والأعراض والأرض والدين، فهم أملنا بعد الله، فتلك الدماء الطاهرة التي روت التراب السوري وعذابات المعتقلين ودعاء الشيوخ والأرامل والمشردين لن يضيع سداً وسنرى نوراً بعد ظلام وسيكتب الله لنا النصر على من قتلنا وشردنا وتاجر بدمائنا وسيكتب التاريخ بسطور من دم ونار تضحية شعب يناضل ويقاوم كل قوى الشر والظلام ويترقب اليوم الذي يبزغ فيه فجر الحرية المنشود، وماعلينا إلا العمل كلاً من موقعه ومكانه وبما يملك من قدرات وإمكانيات للوصول لهذا اليوم فلا وقت للطم وجلد الذات وتوجيه الاتهامات التي لن تعيد لنا مناطقنا وتجبر كسرنا.....