"دوما ".. نموذج "القذارة" الروسية على البشرية
"دوما ".. نموذج "القذارة" الروسية على البشرية
● مقالات رأي ٣٠ أكتوبر ٢٠١٥

"دوما ".. نموذج "القذارة" الروسية على البشرية

نقلب الصور وأيدينا على قلوبنا و نحبس في أعيننا دموع القهر على ما أوصلونا إليه .. نتابع تواتر الأرقام 40 – 45 – 47 ، الرقم يعلوا أكثر فأكثر ، نرتجف ، وفي دواخلنا ونكرر " يارب نسألك أن لا تكون كتلك ، خففها عنا يالله ، و ثبت الأرقام عند هذا الحد".

دوما ليست مدينة سورية بعينها مكانياً أو جغرافياً ، دوما جزء مصغر عن كل سوريا ، ما حدث اليوم ليس بجديد أو غير اعتيادي ، لكنه في قمة القذارة من عدو تملّك الأمر و التنفيذ ، وفُتحت أمامه الأبواب مشرعة على أجساد أبناء سوريا ، بأطفالها و نسائها و كهولها و رجالها .

تدمير كامل لآخر مشفى ميداني ، قصف "هستيري" في اليوم التالي على سوق شعبي ، قتل و إنهاء لجميع من يستطيع المساعدة من كوادر طبية و دفاع مدني ، إنها الحرب "القذرة" الروسية ، التي أتت لتدمر الحياة بعد أن دمر الأسد وإيران المدن و البلدات .

نتهامس في التحرير ، هل هناك مجزرة في دوما ، نردد سمعنا قصف صباحي ، وتحليق في الطيران ، يصرخ مراسلنا فجأة ، هناك 40 شهيد و مئة جريح ، نتوقف جميعنا نبحث عن تكذيب لمن رأى ، و في الحقيقة يخرج مخطئ ، فالرقم 45 شهيد ، لنخطئ من جديد ، بأن الرقم بات 47 ، و يستمر الخطئ .

نتسائل في دقائق ماذا حدث ، مالذي ارتكبه أهلي دوما ، هل من الخطئ أن يتسوقون ، هل من الخطئ أو يمارسوا طقوس يوم الجمعة ، هل من الخطئ أو يكونوا بعيدين عن فينا ، هل من الخطئ أن يكونا من طائفة أخرى ، هل من الخطئ أن ينتهجوا طريق مخالف لسفاح موجه .

نعم إنهم مخطئون ، ويستحقون ما يُفعل بهم ، و لكن خطأهم هذا سيجعل من المتخاذلين و المتأمرين أمواتٌ على سجلات الحياة .

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ