
دوما تضعنا أمام مفترق طرق ..
تخطئ الحروف دوماً في وصف دوما .. فليست حالة أو أمر عابر اعتدناه على مدى السنوات الأربع التي قاربت على النهاية.
مررنا بلحظات أشد حنقاً و ألماً و لكن لم يعد للوجع مكان .. فجاءت دوما لتملئ ما تبقى من قلوب السوريين على الخصوص والشعوب العربية على وجه العموم.
دوما التي تتربع في غوطة دمشق .. عُرف عنها النخوة و المروءة، الشهامة و الرجولة، العفاف و الكرامة.
يمكن صفاتها دفعت وحرّضت، وشجعت كل أسفاه الأرض لضربها، لحصارها، لإيلامها ... ليقرروا الآن إبادتها.
لا أظن أن دوما خصوصاً والغوطة على وجه العموم بحاجة لكلماتي أو كلماتكم ، إنما هي بحاجة لما يشبه المعجزة لتنجو.
المعجزة الحقيقة هي الصادرة عن الله بأن يؤلف بين قلوب من يحمل السلاح و يمتلكه لينتفض من جديد بعيداً عن أي توجيه أو خوف من الطعن بالظهر.
فدوما إما أن تكون أطلال نشاهدها من بعيد أو بعد حين لنراجع ذكريتنا أو تكون منارة لإعادة الحياة من جديد للثورة لتكمل المشوار.
دوما تضعنا أمام مفترق طرق .. إما الانتفاض أو الاندثار ...