
"درعا" يجب أن ..
تثير معركة درعا حالياً و لنقل معركة الجنوب السوري حالة من جديدة في مسيرة الثورة السورية و قد تكون المنعطف الأهم لأول منطقة أعلنت تمردها الفعلي و أخذت حريتها بالدم، و أثبت أنها قادرة على إدارة المناطق المحررة وإدارة الحياة العامة و ضبط الأمن .....الخ.
قتل لعناصر لحزب الله والحرس الثوري الإيراني، بيد شريك الخفاء (إسرائيل)، يتلوه رد قزيم في لبنان، حمل في إعلانه أنه البيان رقم واحد، دعوة لإكمال الردود ولكن هذه المرة ليس على الشريك الخفي، بل على العدو المشترك، السوريين طبعاً.
معركة درعا اليوم لم تعد من تلك المعارك التي اعتدنا، نحارب قوات الأسد مع بعض المرتزقة تزيد أو تنقص نسبتهم على حسب أهمية المنطقة المستهدفة من الناحية الطائفية.
لكن اليوم في درعا شهدنا أول إعلان رسمي و علني و على الملء من جميع المليشيات الطائفية على رأسها حزب الله الإرهابي، و الحرس الثوري الإيراني، الذي قال أن الرد على مقتل جنراله " الله دادي" سيكون هنا.
إذا معركة درعا لها تبعيات خطيرة سواء استراتيجية أو معنوية ولا تقتصر على فئة معينة أو منطقة، بل قد تكون كما اعتدنا درعا، نقطة التحول في مسيرة الثورة ووضع المنطقة ككل من حيث التوزع الطائفي الهادف لإنهاء وجود السنة أو الحد من سلطاتهم ليكونوا عبارة عن أداة لاحول ولا قوة لها.
لست هنا أبحث عن بث روح التفاؤل المفرط أو التشاؤم القاتل، ولكن درعا اليوم بحاجة لوقفة حقيقة وليس وقفة من خلال شحن وأحاديث ومؤتمرات صحفية وطبعاً بيانات وما إلى ذلك، فمقتل النظام وكل من يسانده يتمثل في تعدد الجبهات وانتشارها سواء في المنطقة الواحدة أو في مناطق متقاربة أو متباعدة.
ولا بد ان يتم ضرب النظام سواء في مناطق أخرى في درعا وريف دمشق والقلمون وفي كل رقعة على أرض سوريا، ليكون اختيار مكان المعركة بأيدي الثوار على اختلاف ايدولوجياتهم لا بيد المليشيات الشيعية، وهنا يكون الخروج من دائرة الدفاع للهجوم.
درعا اليوم كما هي دوماً .. لن تنكسر .. بل تنتصر