خنق الثورة ..!؟
خنق الثورة ..!؟
● مقالات رأي ١٤ فبراير ٢٠١٥

خنق الثورة ..!؟

شهرٌ وبضع أيام ونبدأ في سنة جديدة من سني الثورة السورية، الثورة التي تعتبر سباقة في كل شيء فهي الأكثر دموية والأكثر تعامل ضدها همجيةً وعنفاً والأكثر خذل والأكثر خسائر.

السنة الجديدة، وقبل بدايتها، قد تكون هي الأصعب والأشد، فالمقدمات تنبئ بأن العالم أجمع سواء أكان دولاً أم على شكل منظمات أو تجمعات قد وصل إلى قرار فعلي وعلني، أن هذه الثورة يجب ان يتم وأدها، كونها تشكل خطراً على كتلة المصالح والمساومات الدولية، التي تسير وفق مبدأ ذهبي " على المرء أن يسير مع مصالحه لا مع مبادئه".

الأيام الأخيرة كشفت الأمور بشكل فاضح، قرار بمجلس الأمن لتجفيف منابع الإرهاب وخص علناً "داعش" وحمل في طياته ابهاماً يجعل أي ثائر، هدفاً مباحاً لقانون تمت صياغته بمنتهى المكر من روسيا ومساندة أمريكية بشكل يجمل كل من يحمل السلاح في وجه نظام الأسد هي مستهدف.

القرار الأممي رافقه تصريحات خبيثة صدرت من دي مستورا المبعوث الأممي والذي اعتبر أن الأسد جزء من الحل ليقلب الطاولة ويبعثر الأوراق من جديد ويعيدنا لنقطة البدء.

و بين هذا و ذاك بدأت في درعا معركة ما يسمى "محور المقاومة" باشتراك فعلي و علني و رسمي من إيران التي لم تتوان عن الإعلان عن تدخلها، ليس كما كانت تدعي كإشراف و مساندة سياسية، إنما هذه المرة بشكل كامل "مال – عتاد – مقاتلين" الغاية المعلنة (وطبعاً كاذبة) هي السيطرة على المناطق المحيطة بالحدود السورية الإسرائيلية، و إن كان الهدف ذو شقين الأول توسيع الطوق الآمن حول دمشق، و الثاني ضرب الثورة من مشكاتها "درعا"، وهو نصرٌ يسعى إليه محور الشر و الإرهاب (بقيادة إيران).

إذاً الحالة في مجملها عبارة عن عملية خنق كامل للثورة خارجياً وداخلياً وتضييق الخناق عليها بكل مكوناتها البشرية والمالية ، كله لكي ترضخ وتقبل بأن تدفن في التراب.

الوضع يدفع للتشاؤم أكثر مما يدفع للتفاؤل في ظل معطيات تتجه نحو الأكثر سلبية، لكن لازال الأمل موجود، وقد تكون تلك المقدمات طريق الخلاص والاعتماد على الذات والموارد المتوافرة.

فالخذلان اعتدنا عليه والتخلي عنا في أحلك الظروف كذلك من ضمن المعتاد، ورغم كل ذلك لم تتراجع الثورة عن مشوارها، قد توهن أو ترهق، لكنها تعود من جديد.

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ