
خاطفو السوريات في لبنان ليسوا “دواعش” حتى يضج العالم ..
تمر صور الفتيات الايزيدات اللاتي تم تحريرهن من مخالب "داعش" ، مروراً مدوياً و لانكاد ننساهن حتى يتم التذكير بهن ، بلقاء مع رئيس دولة أو بشرح الألم و المعانة عبر الاعلام العالمي أجمع ، في حين مر بالأمس قصة ٧٥ روح سورية طاهرة عذبت و اهينت و استغلت في لبنان ، مرور الكرام ، و دقيقاً مرور المهان .
نُسأل بشكل متواصل عن سبب هذا الحقد الذي يتملك غالبية السوريين على العالم أجمع ، و استعدادهم لمعادات الجميع ، و الحقيقة دائماً نملك شواهد عن حادثة هنا أو هناك أو مجزرة أو قضية ما نجد بعض السجال حتى يقتنع الطرف المقابل برؤيتنا، و لكن مع قراءتي لخبر بالأمس ، الذي نقل عن الأمن العام اللبناني تمكنه من القاء القبض على عصابة تجبر ٧٥ فتاة غالبيتهن من السوريات على ممارسة الدعارة ، و سعيي اليوم البحث عن آثاره في الاعلام ، الذي لم يظهر أي اهتمام و لو بزاوية صغيرة بالخبر ، يجعل أي سوري بأنه ليس مهمش فحسب بل مكان تفريغ شحنات الدول و أمراض البشر و الأهم ساحة للتجارة بكل شيء ابتداء بالدين و انتهاءً بظفائر شعر الموتى .
تفاصيل مرعبة تضمنتها حادثة الأمس ، وصورة مخيفة نقلت للعلن من إهانة و ضرب و تهديد بالفضح ، تشويه للأجساد ، حبس للحرية ، الأهم إهانة للروح بتطويع الجسد و تحويله لسلعة رخيصة ، و كل هذا يمر مرور الكرام ، ومن الممكن أن نسمع بالغد أن المجرمين هم الضحية و الفتيات هن من أجبرهن على الاتجار بهن ، فالخاطف و الفاعل و المنفذ ليس "داعشياً" .
ليست هذه القصة هي الوحيدة التي تقض أرواحنا و إنما لها من القسوة ما يكفي لأن يتحول بقايا الاعتدال و التفكير ، إلى بركان لا يبقي و لا يذر ، ويزيد الاحتقان أكثر فأكثر.
و الشيء بالشيء يذكر ، شهدت قاعة الاستقبال في البيت الأبيض أمس الأول عملية اطلاق نار ، لم يتم تداولها الا لدقائق و وأدت لأن المعتدي ليس مسلماً و لا ينتمي لتلك العروبة و ليس هناك جواز سفر لسوري ليزج بالمشهد ليجلب أضرواء الكميرات ، و كذلك اختطاف الطائرة المصرية من قبل الطليق المرح ، فهي ليست مهمة أيضاً فالخاطف صحيح يحمل الجنسية العربية ، لكنه لا ينتمي لإسلاميتها المدانة .
و يقال أن داعش خلقت من سراب ، و يتساءلون عن سبب العنف اللامحدود و حجم الرد الغير مفهوم .