
حلب ليست مهمة .. فالسكان الجدد حماة "زينب و رقية" أولى بالرعاية و الدموع
اليوم مطلوب مننا أن نقف مشدوهي الوجه، و فاتحي الثغور، أمام هول "الإرهاب" الذي ضرب أحد الحواجز في المنطقة المحتلة في محيط دمشق، كي لا نكون مساندين و داعمي لتنظيم داعش، و بالتالي من مساندي الإرهاب.
أقف مذهولاً أمام التفجير الذي أودى بعشرات من عناصر مارسوا القتل و التعذيب و الاضطهاد بالقرب من السيدة "زينب"، لأؤيد أرواحهم "الملعونة" بغية الهروب من لعنة عدم لصق وسم "داعش" بي، و في نفس الوقت علي أن أصم آذاني و أغلق عيوني عن آهات و آلام أطفال درعا البلد و أحياء حلب التي غصت سمائها بالأرواح المتصاعدة، كي أكون مسالماً و أؤيد الحل السياسي.
نعم انه المنطق الرائج حالياً، فالمطلوب مننا أن نكون رحيمين مع القتلة جميعاً، وسفاحين بحق أنفسنا، والأهم أن نكون عبارة عن أحجار وبنادق تتوجه نحو العدو الذي يراه العالم أنه "عدو"، و لو كان عبارة عن سحابة دخان ناتجة عن نار تأتي على كل شيء حي فينا، معروفة المصدر و المجرى و الهدف.
داعش رغم قسوة إجرامها بحق الثورة، إلا أنها كانت واضحة المعالم و حظينا بتوافق مع الجميع أنها آفة لابد من ازالتها، و لكن النظام الذي انقلب بقدرة "العالم" من مصنع للإرهاب و مصدره، إلى مكافح له، و بتنا نحن في موضع مطلوب مننا أن نكون رحيمين مع النظام و عنيفين مع داعش و غداً النصرة بطبيعة الحال، بغية عدم احتسابنا بإرهابيين أو متسببي المشاكل في المستقبل.
بعد ثلاثة أيام من المجازر القاسية في حلب، يقفز وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ليقول أن حلب يجب أن تفرغ من الثوار، تمهيداً لضرب "الإرهابيين" بناء على اتفاق مع أمريكا، و أتبع ذلك بالتأكيد أن من يقف مع "الارهابين" سيحاسب حسابهم، أي اما أن تتركوا حلب للأسد، أو نرتكب الفظائع بسند و موافقة دولية.
حلب ليست ذات أهمية استراتيجية الحقيقة ، فالأهم حالياً أن نركز عن مواقع المحتلين الشيعة من إيرانيين و عراقيين و لبنانيين و من لف لفيفهم، فهم أولى بالرعاية من أطفال سوريا و نسائها و رجالاتها، فهم السكان الجدد، و هم الحكام الجدد، وما تبقى عبارة عن أوراق يجب أن تسقط عن الشجرة السورية، تمهيداً لإلباسها اللبوس الجديد "الجمهورية السوشيعية "، لتتناسب مع المفاهيم المقبولة عالمياً.