تركيبة معركة ريف حلب .. تعصف بالتقسيم بين "إرهابي ومعتدل"
تركيبة معركة ريف حلب .. تعصف بالتقسيم بين "إرهابي ومعتدل"
● مقالات رأي ٢٣ نوفمبر ٢٠١٥

تركيبة معركة ريف حلب .. تعصف بالتقسيم بين "إرهابي ومعتدل"

أظن أن المعركة التي تم إطلاقها اليوم في ريف حلب الجنوبي ، و الهادفة لتحرير ما سيطرته عليه إيران و مليشياتها ، ستخلط الأوراق بشكل كبير ، سواء سياسياً أو تنظيماً ، و طبعاً ستؤثر على تركيبة المعارضة المزمع تجميعها لقيادة المفاوضات مع النظام .

بعيداً عن جانب العسكري و ماحققه الثوار بمختلف أصنافهم ، خلال الهجوم الواسع الذي انطلق منذ ساعات و حقق نتائج كبيرة جداً احتاجت ايران و مليشياته و روسيا و طائراتها و صواريخها أكثر من شهر لتحقيقها ، لكن الأمر يبدو أكثر أهمية من حيث التركيبة التي جمعت بين المهاجمين .

فاليوم كتلة جيش الفتح ، التي يلقى غالبية فصائلها الرفض عالمياً تحت مسمى "التنظيمات الإرهابية" ، بكامل ثقله في المعركة ، و كذلك جيش النصر الذي يحسب على الجيش الحر ، و كذلك فصائل فتح حلب بكامل فصائلها تشارك بشكل مباشر في المعارك ، و إن كان ليس بذات الجغرافيا ، و لكن تتحد بنفس الهدف عبر الإشغال و إشعال الجبهات البعيدة و التشويش و التشتيت.

فالإختلاط بين الفصائل "المتشددة" أو"الإرهابية" وفق التصنيف العالمي ، طبعاً ، و الفصائل التي تنضوي تحت مسمى "المقبول" أو "المعتدل" ، جعل من الفصل بين هذين المسمين في هذه المرحلة شيء من ضروب الخيال ، و أي تقييم سيفرض من الخارج على هذا الفصيل أو ذلك ، سيلقي بثقله على الجميع الذين تعاضدوا و اتفقوا على أن العدو لايمكن مواجهته على طاولات المفاوضات ، و إنما الضرب سيكون في ساحات المعارك و القضاء عليه يكون في مفاوضات الإستسلام .

الأيام القليلة القادمة سيكون الإجتماع الإعلاني ، عن أسماء الفصائل التي المتبتلية بـ"الإرهاب" ، والتي تولت الأردن التنسيق فيها ، و سربت اليوم مسودة تضم سبعة فصائل على رأسها الاحرار و النصرة و جند الأقصى و جند خرسان و فصيلين آخرين و طبعاً داعش هي الأساس ، و لكن هل سيصمت من تشارك اليوم و يتشارك في معارك حلب على تجزأة القوات ، و تشتيتهم أكثر ، و تحويلهم من حلفاء متعاضدين ، إلى أعداء متواجهين في طرفين متناقضين ...!؟

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ