
بـ"البيانات"و"الادانات" حلب تنجو .. فتباً لـ"أمم و دول" اختارت الصمت و اكتفت بـ....
لخص مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الأسبق كل ما يحدث بجملة واحدة تكاد تكون شاملة، و معبرة عن الحال الذي وصله الأمة العربية و الإسلامية، بقوله :" سنرد عليهم بخطاب يدمر آلياتهم ووعيد وشجب يسقط طائراتهم .".
طغى اللون الأحمر الافتراضي على ساحات مواقع التواصل الاجتماعي، و اكتست الوجوه باللون الأحمر، و كذلك وُجدت رقعة أو ساحة هنا و هناك قد صبغت نفسها باللون الأحمر، كل هذا الكم الهائل من الحمّار، لم يتجاوز حدود الافتراض، فجاء باهتاً مقززاً أما صلافة الدم الذي اكتسح حلب، كمثال حي و آني، عن مجمل سوريا.
لاشك أن الضغط الإعلامي و التحشيد الشعبي نحو أمر ما يعطي نتائج، من حيث سوق الرأي العام نحو هذه القضية، و منحها حق الانتباه، وبالتالي تسّهل على متخذي القرارات الهامة، أن يسيروا واضحين واثقي الخطى صوب حلها.
لكن في الحال السورية، وصل الأمر إلى أن تتحول قضيتنا إلى بوسترات، وصبغة ألوان تغرق الفضاءات الالكترونية، وبعض الأماكن التي لم و لن تعرف معنى هذه الفعالية أو تلك، و بات المتنفس الأفضل لتفريغ الكمية الهائلة من الحنق و الغضب، عبر حملات متواترة تتغير بحسب الحدث، من حصار مميت إلى قصف مبيد، أو قتالٍ بلا سنيد.
و لم نعد نعلق على الفعل، أو ننتظر رد فعل من أي أحد مهما كان قريب مننا أو مناصر لقضيتنا، و في الحقيقة أن هذا الحد من التفكير، يمثل أكثر من الوصول إلى قمة العجز، فهو لا يتجاوز حدود الثغاء من حمل يتابع قطيعة و هو يذبح.
في حلب مع كل قطرة دم أُهدرت، و كل صرخة صدرت من مكلوم أو مجروح، كان هناك بقايا قطع اللحم الذي تغطي هياكل الآفكين، الذين بنوا على جثامين شهدائنا مصالحهم و خططهم، وجودوا فيها ملاذاً جيداً لإخفاء هفواتهم، و أخطائهم.
مع سقوط حلب صريعة الموت، نشاهد دول وشعوب تتساقط في قاع بات جداً مزدحم من كثرة الساقطين.
لا استثناء لأحد، عشرة أيام من الموت لم تحرك أحد اللهم ببعض الكلمات العابرة، و الدعوات الخجولة لقمم و مؤتمرات و مناقشات، لن تحصل و إن حصلت لن تغني مستصرخه من حرائرنا، مع حلب سقط الجميع بمن فيهم نحن المكتفين بالبكاء و العويل.