
بدأت مرحلة "ضرب الرؤوس" الكبرى .. والجميع أهداف مشروعة
تتسارع الحشود باتجاه سوريا لتبلغ ذروتها خلال الأيام القليلة القادمة مع وصول حاملة الطائرات الفرنسية إلى مقربة من سوريا ، و تصل الإمدادات الروسية المتمثلة بعشرات الطائرات ، إضافة العديد من الدول التي ستتخذ قرارها بالدخول في الحرب ضد "داعش" كإسم عام ، وضد الجميع في الحقيقة ، مع استثناء بسيط يخص اسم بعينه وهو "الأسد" .
فخلال الأسابيع الست الماضية على بدء القصف الروسي كان نصيب الفصائل المعارضة للاسد ما يقارب 85% ، فيما لم ينل العدو المعلن للجميع "داعش" إلا اليسير الذي لم يؤثر على رقعة سيطرته إلا القليل .
واليوم تشهد الساحة أصوات أعلى من أي وقت سابق ، لأخذ الحيطة و الحذر ، وتوقع القصف بأي لحظة و في أي مكان ، ولأي شخص يتصل مع القوات المعارضة للأسد تحت أي مسمى عام ، على وجه الخصوص من يحمل طابع إسلامي ، الذي تأتي على رأس قائمته "جبهة النصرة" ومن يوافقها بالنهج ، و يتلوهم بالترتيب "أحرار الشام" .
فهذه الأيام هي أيام تسبق ، الأسابيع التي حددها وزير الخارجية الأمريكي للبدء بالسير على طريق تطبيق خطة فيينا ، و تنفذ على الأرض دون وجود معترض أو مخالف لها فكرياً أو إيدلوجياً ، أما من يقبل بها وفق ماتم إقراره ، فإنه كمن يمسك ، سترة نجاة في بحر متلاطم الأمواج .
الحقيقة تكمن أن التصفية ستتم وفق دراسة تمت قبل فترة زمنية قصيرة سبقت ، فيينا 3 (14 الشهر الحالي) ، حيث تم مناقشة الأمر مع معظم الفصائل ، فمنها من وافق و استعد للذهاب إلى فيينا "فحظي بالقبول المرحلي" ، ومنهم من اختلف و رفض "فدخل في القائمة السوداء" ، وسيكون دوره مقدماً في قريب الأيام ، على أن يكون الموافقين على القائمة أيضاً و لكن بعد حين ، و بعد الإطمئنان أن الإتفاق ، قد دخل مرحلة التنفيذ .
القضية اليوم جداً شائكة ، فالخطة التي وضعت منذ شهور كانت تقضي بأن يتم تصفية قيادات الصف الأول في كل الفصائل بشتى أنواعها ، و استبدالها بقيادات أخرى تقبل بما يتم إعطائها من تعليمات ، و في الوقت نفسه تملك السلطة للتنفيذ الأرض ، وقد بدأ بمسلسل الإغتيالات التي قضت على جزء ، و ساهمت المعارك والقصف الروسي في انهاء جزء آخر ، وهذه المرحلة ستكون لتصفية ماتبقى .
فعنوان المرحلة "ضرب الرؤوس" الكبرى ، و تشتيت الأجساد و إعادة ترتيبها ، وفق ما رُسم و خُطط .