"الجيش السوري الحر" باق لرفع لواء "الثورة" في وجه حملات التشويه
رغم كل ما حققه "الجيش السوري الحر" الممثل الشرعي العسكري لحراك الشعب السوري منذ تأسيسه حتى اليوم، وما بذله من تضحيات ودماء في سبيل تحرير الأرض والذود عن العرض، إلا أنني ألمس في كل معركة يخوضها "الجيش الحر" بمختلف تشكيلاته انتقاصاً لعمل وأداء هذا الجيش وكأنه لم يفعل شئ من قبل بعض الأطراف المحسوبة على الثورة ... كان ذلك في معارك "غصن الزيتون" واليوم أرصده لدى الكثير في عملية "نبع السلام".
ربما هذا التقليل من أهمية ما يقوم به الجيش الحر كـ "مؤسسة" مرجعه لحملة التشويه الكبيرة التي مورست ضده من قبل تيارات أخرى من جهة، ووجود قيادات عسكرية ضمن هذا المكون ذات سيط وأفعال سيئة ولكن هذا لا يعني أن ننتقص من دور "الجيش الحر" كمؤسسة عسكرية ثورية تحمل لواء وراية الثورة السورية، وتسير على ذات الخطى التي تأسست لأجلها..
فهذه المؤسسة مر عليها الكثير من القادة السيئين أو العناصر ولكنهم اندثروا وزالوا وسيزول الكثير منهم لاحقاً والأهم أن هذه المؤسسة ستبقى وسيصل الأخيار الغيورين على ثورتهم لمواقع القرار وهم كثر وموجودون في كل الألوية والكتائب ويلعبون أدواراً بطولية ولكن السيط السيئ هو الذي يطغى مع استمرار حملات التشويه لـ "الجيش الحر" من خلال وجود شخصيات سيئة تتصدره - دون ذكر أسماء -
خلال مسيرة ثماني سنوات مضت، وبعد ظهور "الجيش السوري الحر" كأول مؤسسة عسكرية ثورية وقفت ضد الظلم والاستبداد، حاولت الكثير من الأطراف الدولية والمحلية إضعاف الجيش الحر الذي ساهم في تحرير أكثر من نصف سوريا، قبل أن تبدأ المؤامرات تحاك للجيش الحر، ويبدأ إغراقه بالدعم المسيس، ودعم شخصيات على حساب أخرى، واغتيال شخصيات لها ثقل شعبي وعسكري وسيط حسن قد توحد قدرات الجيش الحر.
علاوة على ذلك ظهور التشكيلات التي تبنت إيديولوجيات فكرية ودينية وتبنت حراك الشعب السوري، وحاولت الظهور على حساب تضحياته - ولاننكر ماقدمت - ولكن جل هذه التشكيلات سقطت وبان خطأ الخط الذي انتهجته، وسقطت الراية والمشاريع التي حملتها، بعد أن كان لها دور كبير في إضعاف دور "الجيش الحر"، في وقت ستزول وستسقط رايات أخرى تحارب هذه المؤسسة لاحقاً وستبقى راية "الجيش السوري الحر" كمؤسسة لا كأشخاص، مرفوعة خفاقة، تزين ساحات الحرية والمناطق المحررة من ظلم الأسد وأتباعه.
يعيب البعض على "الجيش الحر" اليوم القتال في صف القوات التركية الحليف الأخير الذي بقي متماسكاً في موقفه مع الثورة السورية، لتقاطع مصالح الثورة مع الأتراك، وقد ساهم هذا التعاون في تحرير مناطق واسعة من الأراضي في منطقة عفرين وريف حلب الشمالي واليوم مناطق "نبع السلام"، في وقت فقدت المناطق المحررة الكثير من الأراضي بتفاهمات دولية وأخرى بحملات عسكرية عنيفة لم تستطع فيها الفصائل الصمود.
هذا العيب الذي وجدوه في "الجيش الحر" الذي بات ينظم نفسه ويوحد صفوفه ويتحول لمؤسسة عسكرية منظمة بقيادة واحدة، سيكون له انعكاس إيجابي كبير في تمثيل الثورة السورية مستقبلاً والدفاع عن مكتسباتها، لن يكون جيشاً للفصيل أو التيار أو الأشخاص أو الدول، التي ستخرج عاجلا أم آجلاً من أرضنا وسيبقى "الجيش الحر" بأبنائه وعقيدته ورايته ومسيرته المضرجة بدماء الأبطال، لن يحيد الجيل عن دربهم رغم كل محاولات التشويه واستغلال الثغرات للطعن به.